10 سبتمبر 2025

تسجيل

تأملات في مسألة الإدراج القادم لشركة الألمنيوم(1)

13 مايو 2018

خطة إستراتيجية لتطوير بورصة قطر  فجأة وبدون سابق إنذار، صدر إعلان من قطر للبترول عن قرار اتخذ بتوجيهات من حضرة صاحب السمو الأمير المفدى حفظه الله بطرح 49% من أسهم قطر للبترول في شركة ألومنيوم قطر، للاكتتاب العام، على أن يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة والحصول على الموافقات للإدراج في بورصة قطر خلال الربع الأخير من هذا العام. وهذه الخطوة التي طال انتظارها تعتبر واحدة من سلسلة خطوات أخرى وعدت بها الحكومة منذ العام 2014 بُعيد الاكتتاب في أسهم شركة مماثلة هي شركة مسيعيد.  وقد برزت الحاجة لهكذا خطوة مؤخراً بعد أن تأكد لكل المتابعين أن جمود الأوضاع في البورصة لا يتغير، إلا إذا عاد المستثمرون إليها بقوة من جديد، وهذا لا يتم إلا  من خلال طرح أسهم شركات جديدة وناجحة، إضافة إلى اتخاذ بعض الإجراءات الأخرى. وقد انتهجت الحكومة في الآونة الأخيرة خطوات مدروسة في إطار خطتها الإستراتيجية لتطوير البورصة بما يحقق أهداف رؤية قطر 2030. وكانت البداية في اتخاذ عدد من الإجراءات المهمة التي تحدثت عنها في سلسلة مقالات سابقة ومنها، تدشين منتجات جديدة تمثلت في إدراج وحدات مؤشر بورصة قطر، ثم وحدات مؤشر الريان الإسلامي، وترفيع حصة غير القطريين في أسهم الشركات القطرية إلى 49%. ويأتي قرار قطر للبترول بطرح حصة من أسهمها في شركة الألمنيوم بعد عدة شهور ليؤكد على حقيقة الاهتمام الحكومي بتنشيط  أوضاع البورصة، وإعادة المستثمرين القطريين بالذات إليها.  ولكي تكون الخطوة القادمة ناجحة يجب أن تتوافر فيها عوامل الجذب، وأهمها الربحية المنتظرة للسهم. وقد سبق لقطر للبترول أن طرحت حصصها في ثلاث شركات للاكتتاب العام هي صناعات والخليج الدولية ومسيعيد. وللتذكير فإن الاكتتاب الأول كان لسهم صناعات في عام 2003، وقد تم بسعر 16 ريالاً للسهم، في الوقت الذي ذهبت فيه التقديرات آنذاك إلى أن قيمة السهم الفعلية تزيد عن 45 ريالاً.. وكان الاكتتاب هدية من الحكومة لأبناء الشعب، من حيث إن الشركة الجديدة تمتلك حصصاً في ثلاث شركات صناعية ضخمة هي قاسكو وقابكو وقافكو، وأنها درجت على توزيع أرباح قوية تصل إلى 5 ريالات للسهم سنوياً، فضلاً عن أنها لا تزال تمتلك أرباحاً مدورة تزيد عن 26 مليار ريال. ويفسر هذا نجاح الاكتتاب بقوة. الجدير بالذكر أنه قد تم تداول السهم في أيامه الأولى بسعر وصل إلى 75 ريالا، ولا يزال السعر اليوم فوق 110 ريالات للسهم.  وكان الاكتتاب الثاني في أسهم الخليج الدولية في عام 2008 حيث تم طرح السهم بـسعر 21 ريالاً. ورغم نجاح الاكتتاب في حينه إلا أن السنوات التالية كشفت عن ضعف موجودات الشركة حيث إن الشركة تقوم على تقديم بعض الخدمات لشركات البترول من حفر وصيانة ونقل، ولذلك فإن الأرباح المدورة اليوم لا تزيد عن 1.4 مليار ريال، كما أن توزيعات الشركة قد تراوحت ما بين 1-2 ريال للسهم سنوياً باستثناء العام 2013 الذي وزعت فيه الشركة  5.5 ريال بشكل استثنائي، ولم توزع الشركة شيئا عن عام 2017.  ولهذا نجد اليوم أن سعر السهم بعد عشر سنوات يقل عن سعر الاكتتاب فيه؛  حيث يقل عن 18 ريالاً للسهم. أما الطرح الثالث لقطر للبترول، فكان لسهم مسيعيد في عام 2014، وتم فيه بيع جزء من حصص قطر للبترول في مجموعة من الشركات الصناعية، وتم طرح السهم للاكتتاب بسعر 10 ريالات، مع تقديم إغراء من قطر للبترول يتمثل في منح المكتتب الذي يحتفظ بالسهم 5 سنوات على نصف سهم مجاني، ومثلها بعد مرور عشر سنوات. وقد  أدى هذا العرض إلى المبالغة الشديدة في تقييم سعر السهم عند طرحه للتداول فبيع بنحو 74 ريالاً للسهم في اليوم الأول، ولكنه تراجع في الأيام والشهور التالية إلى أن هبط مؤخراً إلى نحو 16 ريالاً للسهم أو أقل، ولكنه لا يزال أعلى من سعر الاكتتاب بفضل منحة السهم المجاني الموعودة. الجدير بالذكر أن الشركة قد درجت على توزيع ريال واحد للسهم، ووزعت 70 درهماً فقط عن عام 2017.  على ضوء هذه المعطيات نجد أن حالة السوق تستدعي مكرمة أميرية تمنح المكتتب فرصة للاستثمار المربح. والمعلومات المتاحة عن الشركة حتى الآن قليلة، حيث لم تحدد قطر للبترول عدد الأسهم المطروحة للاكتتاب وسعر السهم، علماً بأنها تنوي طرح 49% تقريباً من حصتها في الشركة-  أي رُبع أسهم الشركة تقريباً باعتبار أن  شركة هيدرو النرويجية تمتلك نصف الشركة. والشركة حققت أرباحاً في عام 2017 تصل إلى 660 مليون ريال، ورُبع أرباحها يصل إلى 165 مليون ريال. وبعد استقطاع الاحتياطي فإن بإمكان الشركة توزيع 130 مليون ريالا في السنة، فكم سهماً سيتم طرحها وبكم سيتم طرح السهم؟