17 سبتمبر 2025
تسجيل8- شيطان البحر: المسرح الحديث من تأليف: مرعي الحليان، وإخراج أحمد الأنصاريلا أدري لماذا وضع المسرحي الإماراتي مرعي الحليان اسمه كمؤلف، ألم يكن دوره كمعد أو مقتبس أفضل؟ خاصة أن هذا العمل مأخوذ من رائعة "شتابنك" الكاتب الأمريكي (اللؤلؤة)، وأن الرائد المسرحي القطري عبد الرحمن المناعي قد جسده واحدةً من أبرز أعماله عبر مسرحية "الحادث والكائن في موت عايش بن ضاعن!!" أمَا كان الأجدر أن يعيد الحق إلى أصحابه؟ الاقتباس في مسرحنا أمر وارد منذ بدء رحلة المسرح بعوالمه هنا. وكان الأجمل أن يذكر من ادعى أنه المؤلف أن الأصل الأمريكي لا يعني أن الإبداع له وطن محدد، فحتى الآن يتم استحضار النماذج في المسرح الإماراتي من شكسبير وكورنيه وراسين وموليير، مجرد استحضار لا أكثر. ذلك أن الأستاذ مرعي الحليان صاحب حضور طاغ في الدراما الإماراتية في إطار المسرح والتلفزيون.القصة معروفة حول حصول بحار فقير على درة ثمينة.. ويكون هذا الأمر كأنه لعنة، يتعرض الطفل للدغة عقرب ولا شفاء. وفي هذا العمل نكتشف من خلال الفنان إبراهيم سالم أن الأمر ليس كما قدره. لا، ليس هناك مساواة. ولا يمكن أن يكون بين الفقير والغني. لا بد أن يزداد الغني غنى وأن يعيش الفقير حتى يموت معدمًا.صراع بين الدانة الزرقاء والثروة المنتظرة. وقلب الأم وهي ترى مصير ابنها.. واللعبة لا تكتمل فصولها إلا بالآخرين الذين يدورون في فلك من في يده أمور السيطرة بالسحر والشعوذة. العمل يطرح تيمات عدة، منها ما هو مرتبط بالشر المطلق والطمع والجشع. والأغرب ما جسده المخرج أن المتجمع قد تحول إلى كيانات لا تهتم إلا بمصالحها، يسيطر عليهم حب الذات والأنانية، ولكن حتى يتخلص هذا البحار الفقير يرمي بالدانة الزرقاء في البحر مرة أخرى. خاصة وقد أكد أذيال السيد أن الدانة الزرقاء (فالصو)، ولا تسوي أي قيمة فعلية، والبحار الفقير على علم بأنهم يحاولون خداعه. إنها سلطة القوة والمال.. سلطة الاضطهاد على الإنسان ووضعه في اختبار صعب.. أن لا يتطلع إلى الأعلى. وهي دعوة تحمل الكثير من الأمور: هل على الإنسان أن يستسلم وأن يُهزم وألا يحاول؟