21 أكتوبر 2025
تسجيلالنفس البشرية بشكل عام تكره النقد والصراحة حتى لو ادعى صاحبها سعة الصدر والقدرة على تقبل النقد، فليس الأمر بالسهولة التي يمكن تصورها أو كما نكتبها ها هنا . الواقع العملي مختلف تماماً. ذلك أن النفس تحب الاطراء والمديح وتكره عكس ذلك حتى لو كان النقد لمصلحتها وفائدتها، فهكذا هي النفس البشرية تحب دوماً الثناء والتقدير، وتكره النقد والبحث عن الأخطاء والعثرات، حتى لو كانت النيات من ورائها سليمة خاوية من أي أهداف وأغراض سيئة. فعل النقد للأعمال ما يقع إلا لأن هناك أخطاء تقع، ولو كانت الأعمال تُنفذ بشكل سليم دون أخطاء، فلن يكون للنقد محل للإعراب، وهذا غير واقعي بين البشر، باعتبار أن الإنسان يخطئ، وليس العيب كما نعلم في ارتكاب الخطأ بل العيب في معرفته والإصرار عليه. لو اضطررت إلى الانتقاد بهدف التصحيح والتوجيه والحيلولة دون وقوع أخطاء مرة أخرى، فإن اتباع الآتي سيكون مفيداً للطرفين. لنحاول أولاً التقليل من نقدنا لأفعال الآخرين قدر المستطاع ما لم تكن هناك ضرورة وحاجة ماسة للنقد والنصح والتوجيه، فإذا ما صادف أن رأى أحدنا خطأ من فرد، ولم تكن هناك ضرورة إلى التوجيه الفوري، وإمكانية التريث بعض الوقت، فمن الأفضل هنا ترك الأمر للشخص لأن يتنبه بنفسه إلى الخطأ ليعمل على إزالته وتصحيحه، ولا تحاول أن تسرع كالبرق في توجيه اللوم والتوبيخ أو حتى نقد العمل، فهذا أثره سلبي على النفس، لكن إن طال الوقت، ولم يتنبه الشخص للخطأ، فهنا يمكن البدء في عملية النقد. ابتعد عن مس الذات، فلا يجب لوم الشخص ونعته بصفات غير محبذة أو رفع الصوت عليه، مهما كان وضع هذا الشخص. الانتقاد يجب أن يكون للعمل والفعل وليس الشخص. لأن أي عبارات تمس الذات فتأكد انها ستكون عميقة الأثر سلباً، وهي طريقة وبداية خاطئة. حاول أن يكون نقدك للشخص على انفراد وليس أمام الجميع، ثم تثني عليه أولاً وتعرج من بعد ذلك على الخطأ المرتكب، وتبيّن له أن الصواب يكون كذا وكذا، وحاول أن تنتهي من الأمر بأن تعيد الثقة في نفس الشخص بكلمات إيجابية تطيب بها خاطره، وتؤكد له أن الأمر بسيط، وأنه يمكن الاعتماد عليه في عمله. وكل ما هو مطلوب منه أن يحاول منع تكرار الخطأ وبذل الجهد، وإنهاء اللقاء على ذلك.. إنها بعض الطرق للنقد البناء الهادف، والعكس معروفة نتائجه دون حاجة لكثير شروحات وتفصيلات.