24 سبتمبر 2025

تسجيل

إلى متى يبقى الشعب السوري على موائد اللئام والطائفيين؟

13 مايو 2012

رغم المآسي والآلام الجسام التي تمزق قلوب السوريين الأحرار، إلا أن منزلة التحدي العنيد ضد المستبد المغرور والمستعبد المستعبَد لمزاجه المضطرب وحلفائه اللئام مازالت تتسامى كما ونوعا في جميع أرجاء سورية وإن ظنها الخونة صغيرة لن تؤثر في جبروته، كما وصف التهامي: إن الكواكب في علو محلها لترى صغارا وهي غير صغار وتأتي مهمة المراقبين الدوليين بخطة كوفي عنان التي وافق عليها نظام الغدر لأنها تصب في مصلحته منذ أن وافق الروس والإيرانيون والصينيون عليها مع مختلف دول مجلس الأمن التي تدرك أن هذه المبادرة لن تطبق في أي من بنودها الستة على واقع الأرض ولكنها تعطيهم المهلة لترتيب أوراقهم لحل ترقيعي للأزمة من جهة أو حل يضمن بقاء النظام الفاسد ويضمن أمن إسرائيل ويسكت دول الجوار والدول المتنازعة على مصالحها في هذا الوطن السوري الاستراتيجي العظيم طبعا دون أي مبالاة بالشعب البطل المجاهد الصامد الذي قدم ويقدم نفسه قرباناً على مذبح الحرية وهو في هذا المشهد التمثيلي المضحك المبكي لا يكترث بما هو واقع من غرز السهام والرماح والسيوف وإضرام النار في جسده ومأواه بقدر ما يهتم برفض هذه الإهانة المزرية التي يلحقها به هذا المجتمع الدولي المتآمر الذي لا يعرف للإخلاص قيمة ومكانة، وكيف لا وفاقد الشيء لا يعطيه، إن هذه الإهانة وتلك السخرية بالعماليق الأسود حقا لتخترق الروح على قول المتنبي: جراحات السنان لها التئام ولا يلتام ما جرح اللسان وإن هذا التواطؤ المكشوف رغم التصريحات الرنانة التي هي مجرد كلام لا غير وخصوصا من أمريكا لتدل أيضا على مدى قلة الأدب والحياء والخجل عند طاغية دمشق وشبيحته وعند هؤلاء الممثلين على المنصة فلا هم يعقلون كلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه غاية الأدب أن يستحي الإنسان من نفسه أو قول الشاعر: إذا قل ماء الوجه قل حياؤه ولا خير في وجه إذا قل ماؤه ولا هم يدركون مغبة هذا السلوك السقيم على الأمة وللوطن على حد قول القائل: إذا ذهب الحياء حل البلاء! بل إن الواقع ليبرهن للجميع أنهم بوقاحتهم وسوء سياستهم وحقدهم وطائفيتهم إنما يريدون ذلك وما ادعاءاتهم وأبواقهم المنافقة للإصلاح واختلاق البهلوانيات المضحكة من إدارات محلية وانتخابات لمجلس الشعب المسبقة النتيجة رغم تعاظم المقاطعة لها أو عموم الإضرابات والتظاهرات في البلاد احتجاجاً عليها إلا لأنهم مفلسون حقيقيون وعارفون حق المعرفة أنه لو حكمت النزاهة وروقبت هذه المهازل حياديا لم يكن لهم فيها إلا نقر العصفور أو بعرة البعير ثم أنى للسفاح أن ينجح أو يحقق الإصلاح: إن الأساس لكل بان مصلح هدم الفساد ودق رأس المفسد ومع كل هذه المساخر والمتاجرات الرخيصة بالدم السوري الذي لا يباع ولا يشرى فإن مثل هؤلاء هو ما عبر عنه الحكماء أن الذي يشتريه الشيطان يبيعه الشيطان، أو أن الكثير من الناس يعتزون بنقائصهم على حد ما وصف المفكر هوراس، أو ينتقصون كمالات من خالفهم من المعارضة وإن كان رأيه حصيفا مفيداً للوطن فلا غرو: وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل كما قال المتنبي! لا مجال اليوم أبدا لأن يمشي مكر هؤلاء وكيدهم على شعبنا الذبيح الجريح مهما كرروا النعيق بالدعوة إلى طاولة الحوار اللامجد أصلا إذ كيف يقبل هذا الأسلوب المراوغ الذي يسوي بين الذابح والمذبوح والذي يلعب لعبته الماكرة لإطالة أمد هذه العصابة القاتلة بعد أن رفضها الوطن الحر والمواطنون الشرفاء، إنه لا يمكن بحال من الأحوال أن يتم ذلك مهما غلت التضحيات فإن كلفة إنهاء النظام المجرم أقل بكثير من كلفة إبقائه، ويكفي أن القاصي والداني قد عرفا أنه لم ينفذ حتى البند الأول من خطة عنان بإيقاف العنف وسحب أسلحته من المدن ومساكن الناس إلى الثكنات وهل يفي الذئب يوما مع الغنم؟ ولو أن أمر التصالح كان يجري بوطنية صادقة ومرونة مقبولة لما وصل الخطب إلى أن بلغ السيل الزبى، ولم يعد منفذ للقاء بعد كل التنافر والكراهية كما يصف المعري: إن القلوب إذا تنافر ودها مثل الزجاجة كسرها لا يجبر زد إلى ذلك مصيبة التفجيرات الأخيرة في دمشق بأثرها الضخم المدوي التي ذكرتنا بمقتل الشهيد رفيق الحريري وحادثة التفجير الهائلة في لبنان التي هي مدانة إنسانيا بلا ريب، ولكننا نسأل بقوة أين التنديد العربي والإسلامي والعالمي بجرائم النظام قديما وحديثا وعلى مدى عام ونصف العام من التنكيل الوبيل الوحشي الذي أصبح هولاكو ونيرون وهتلر أمامه حملا وديعا، أرأيتم للرذيلة وهي تحارب الفضيلة، إننا في سورية لا يمكن أن نقتل الأبرياء كما يفعل النظام وليس ذلك من مبادئ الجيش الحر ولا أي طيف من المعارضة وإن كانت القاعدة كما يروجون ليخوفوا الغرب فإننا نقول: إن النظام الذي درب القاعدة المزعومة ووجهها إلى العراق حرقا وتدميرا هو نفسه الذي يفعل هذه الجرائم في سورية وباسم هذه القاعدة التي رسمها هو في مخيلته، وجعلها ومازال فزاعة ولكن العالم بدأ يكشف هذه الأحابيل ولم تعد تنطلي عليه وإذا كان حسن نصر الله في خطابه قبل أيام يهدد السوريين بقوله: إما الإصلاح وإما الحرب مرددا لغة العصابة نفسها، إما الأسد أو نحرق البلد فإن المقاومة الشعبية في الشام بصبرها واعدادها نفسها ماديا ومعنويا ستقول كلمة الفصل عاجلا أو آجلا وتعلم الطائفيين أن الوطنية تعمل ولا تتكلم بخلاف من وصفهم الكاظمي: ومن لم يكن من دون أوطانه حمى فذاك جبان بل أخس وأحقر