12 سبتمبر 2025
تسجيلالشباب في عصرنا هذا يعانون مُر المعاناة من كثرة ما يُطلب منهم عند القدوم على خطوة الزواج، فلم تعد مهور الزواج هي التي يسعى الشاب المُقبل على الزواج إلى تدبيرها، وإذا نظرنا من ناحية الحقوق، فالمهر هو حق الزوجة، والذي أقره الدين الحنيف لها، حيث من خلاله تستطيع أن تُحسن من وضعها ويكون أمانا لها، ومن خلاله يمكنها شراء كل احتياجاتها للزواج من حُلي ذهب، وملابس، وغيره مما تحتاج إليه العروس. وإذا نظرنا إلى متوسط مهر الزوجة في مجتمعنا القطري، ليس فيه تجاوز مقارنة بمتوسط دخل الفرد القطري في السنة، أو مقارنة بما يُرافق إجراءات الزواج من متطلبات أخرى، والتي هي كفيلة بتعجيز الشباب عن الزواج وقد تكون سببا في إعراضهم عنه. وأبرز ما يرهق الشباب ويجعل لديهم خوفا من الاقبال على الزواج هو شروط إتمام عقد الزواج نفسه بخلاف المهر، فنجد تعددا لحفلات الزواج من حفل للخطوبة، وحفل لعقد القران، وحفل للبس الدبل، وحفل الحناء، وحفل الزواج، وكل حفل له تكاليفه الخاصة، ويوجد منهم من يتم حجز فنادق له، وتكاليف لا حدود لها تقع على هذا الشاب الذي لا حول له ولا قوة، فهل من فائدة لكل تلك الحفلات؟ هل هي كفيلة بجعل الزواج مستمرا دون حدوث أي خلاف؟. انتهينا من كل تلك الحفلات نأتي إلى السفر لقضاء شهر العسل، واختيار العديد من العواصم العالمية للسفر اليها أسوة بابنة الخال أو ابنة العم التي سافرت للبلد كذا وكذا، ويا لها من تكاليف إضافية!. ليس هذا فقط، بل عند العودة من شهر العسل، يتم عمل حفل آخر وهو حفل الهدية، ويتم فيه استقبال التهاني من جميع الأحبة والمعارف، مما يتسبب هذا الحفل هو الآخر في إحراج ليس للمعرس في هذه الحالة، بل للأحبة والمعارف من ذوي الدخل البسيط، والذين عليهم احضار هدية كما هو العُرف السائد. وأخيراً أما آن الأوان أن نجد عقولا متفهمة لكل هذا التعجيز؟ فقد يكون نتيجة كل تلك العادات عنوسة لشبابنا من خلال اعراضهم عن الزواج، وتأثر كل أطراف المجتمع، أتمنى إلغاء كل تلك العادات والبقاء على حفل واحد يضم الأحبة والمعارف، فلنكن نحن العين الواعية والداعمة لأبنائنا، ولندع العادات المبالغ فيها جانبا. *طالبة بكلية الشريعة: جامعة قطر