12 سبتمبر 2025
تسجيلبالقوة والقهر أريد لربيع ديمقراطي كاد أن يزهر في المنطقة، أن يوارى الثرى. هكذا عمدت الثورات المضادة إلى وأد ربيع الحرية في مهده ووأدت معه أملاً لاح في أفق طالما أظلم وحداه اليأس. والمفارقة هنا أن الربيع العربي فعل ما قيل سابقاً - فعلا لا قولا – «إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر». لكن سرعان ما عاد الأمل يأساً والنور ظلمات حين واجهت الانتفاضات العربية انكسارات ليس أولها سوريا ولا آخرها اليمن. لكن ما لم تنتبه إليه الشعوب أن جعل الراية رايات والجماعة جماعات فرق الوحدة، وشق الصف، وترك العيدان مفرقة.... سرعان ما قرضتها قوارض الثورات المضادة. وبعد ثماني سنوات يعود الربيع العربي كما بدأ من مهده الأول - دول المغرب العربي - وهذه المرة من بلد الميلون ونصف شهيد من الجزائر الأبية من جزائر العزة والصمود. ليلحق عبدالعزيز أبو تفليقه بمن سبقه من الطغاة والعسكر.وثم ليأتي الحراك السوداني والإطاحة بعمر البشير... ويرد البعض هذا ويقول من قال إن الربيع العربي ذهب ليعود؟ ففي علم الشعوب تعرف موجات الحراك بأنها متذبذبة قوةً وضعفاً لكنها ومهما طال أمدها تحقق ما أرادت يوما ما. ولهذا فإن الربيع العربي مستمر من ثماني سنوات وإلى الآن، وإن كان في هذه الموجة بدأ بالجزائر وهي دولة لم تشهد تحركات في عام ٢٠١١، لكنه أنتج وعياً لدى الشعوب بضرورة التخلص من هذه الأنظمة الفاسدة،فهو ليس تحركاً أو فعلا فحسب بل هو فكرة ليست محكومة بزمان ولا بمكان، فحسب الظروف والإمكانات تجدها تشتعل هنا أو هناك. وهذا المفهوم ينفي أن الثورات هي تغيير للأنظمة الحاكمة كما يقول بذلك كثير من المحللين السياسيين بل هي أشمل وأعم إذ إنها تمثل ترسيخا لفكر ووعي في اتجاه حصول الشعوب على الحقوق والحريات والتداول السلمي للسلطة.