11 سبتمبر 2025

تسجيل

ثمانية إنجازات فريدة في زيارة صاحب السمو لواشنطن

13 أبريل 2018

أول ما لفت نظري في حديث الرئيس الامريكي في المؤتمر الصحفي مع صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هو إصرار الرئيس ترامب على الاشارة إلى ان الشعب القطري يحب أميره الرجل العظيم الامير تميم؛ هذا الاصرار من امريكا يدل على تأكيد معرفتها بهذه الحقيقة، ويرسل ثلاث رسائل مباشرة لتحالف السعودية وامارات الساحل.  • الرسالة الاولى صريحة، ان امريكا تملك معلومات وافية عن موقف الحكام في الشارع السياسي، وأنها تعترف بهذه المعلومات وتحترمها مهما كانت حساباتها الإستراتيجية أو الوقتية أو السابقة. •الرسالة الثانية ضمنية يدركها بوضوح معظم الذين يفهمون طريقة الامريكيين في الادلاء بما يريدون به من آراء؛ كما يفهمها المتمرسون بالتعامل مع نصوص البيان العربي القديم، الذي تعود أن يلجأ الى مثل هذا الاسلوب ليبني عليه ما يفهمه المتلقون تلقائيا، طبقا لقاعدة مفهوم المخالفة التي تقول ببساطة شديدة ان النص على حب الشعب القطري لأميره يعني بمفهوم المخالفة أن امريكا أدركت بوضوح حقيقة مشاعر الشعوب الاخرى، وبخاصة شعب الدولة العربية البعيدة عن جوار قطر، الذي خرج لتوه من تجربة لتسجيل الرأي، وقد أسمع من خلالها الامريكان رأيه الصريح؛ ومن ثم فإن الامريكان اصبحوا لا يرحبون باستمرار استغلال تورطهم في تأييد تحالف رباعي، لم يكن له ما يسوغه ولم يعد له ما يبرر استمراره. الرسالة الثالثة تتراوح بين الصراحة والتضمين، حيث نقل فيها الرئيس الامريكي رغبته هو شخصيا في التنويه إلى أن انحيازاته السابقة مع دول الحصار ليست قابلة للتكرار، حتى مع استمرار الضغط المعنوي الذي تمارسه السعودية والامارات وما تلقيانه من دعم إعلامي تقني مكثف من اسرائيل. بالاضافة الى هذه المعاني الثلاثة، التى تضمنتها كلمات الرئيس الامريكي المباشرة، فإن اللقاء أضاف اكثر من عنصر من عناصر تعزيز قوة الموقف القطري، ومع ان هذه العناصر الخمسة التي سوف نوجز التعبير عنها تبدو وكأنها عميقة الاستنباط، فإنها لا تخفى على العيون المدربة على تقييم المواقف والحجم النسبي للنفوذ: العنصر الاول تمثل في اتفاق الجانبين، على ان يبدأ الامير زياراته وجولاته بحرية تامة قبل ان يلتقي بالرئيس الامريكي، وهو معنى من معاني التكريم الصريح الواضح وبخاصة اذا ما قورن بالتصرف المناظر في حالة اخرى كان الاستقبال المبكر للضيف دالا على مفاهيم مختلفة. العنصر الثاني، تمثل في حدود الحركة التي اتيحت لسمو الامير وسمحت بزيارات وجولات في منشآت عسكرية رفيعة القيمة، وبالغة الخطورة وهو ما أعطى الانطباع عن حرص المضيف على إضفاء طابع وملامح زيارة الضيف فوق العادة على الزيارة. العنصر الثالث، هو حرص الجانب الامريكي على اظهار لقاء سمو الامير مع وزير الدفاع الامريكي ماتيس مع التطرق الصريح والعملي لآفاق التعاون المستقبلي. العنصر الرابع، هو التركيز الذكي من سمو الامير على رمي القفاز في وجه المحاصرين بحديثه القاطع ذي النبرة الباتة والواثقة عن محاربة الارهاب. العنصر الخامس، حرص الجانبين على إبراز حجم ونتائج المحادثات الاقتصادية التي واكبت الزيارة واشترك فيها أقطاب مؤثرون من رجال المال والاعمال القطريين.