20 سبتمبر 2025
تسجيلالأصل في العاطفة الأبوية لدى الوالدين أنها كبيرة بلا حدود تجاه الأبناء، بحكم الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وما الرحمة التي نجدها في قلوبنا تجاه الأبناء سوى جزء من مائة جزء من الرحمة التي وضعها الله الرحمن الرحيم في الكائنات الحية على هذا الكوكب الحي، كما جاء في البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً وأنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه.لا أريد أن أعدد وجوه الرحمة عند الآباء والأمهات تجاه أبنائهم وفلذات أكبادهم، فهي كثيرة وكلنا يعرفها ويمارسها تلقائياً دون دروس وتوجيهات إلا ما ندر، سواء كان الشخص أباً أو أماً أو أحد الأبناء.. وكلنا يشدد على ضرورة التراحم بيننا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، لكن المشكلة التي تؤرق المرء حين يسيء أحدنا فهم هذه الرحمة لتتحول إلى رحمة زائفة، إن صح وجاز لنا التعبير، وخاصة تجاه الأبناء.. فهذا أمر إن وقع، صار لزاماً التوقف عنده ومعالجته.سنحاول أن نتطرق اليوم والغد بإذن الله إلى بعض صور الرحمة الزائفة، من تلك المرتبطة بالتربية والتوجيه والترشيد، فإن ما يحدث اليوم لأبنائنا، أبناء هذا الجيل السريع في حركاته والسريع في تطوراته وتغيراته، أن صارت الرحمة الزائفة عميقة، بل تزداد عمقاً وسوءاً مع تسارع الأحداث والزمان، حيث صرنا نتسبب وبدرجة كبيرة، نحن كآباء وأمهات، في خلخلة سلوكيات الأبناء، ومن حيث ندري أو لا ندري.. وما ذلك حسب ما أرى، إلا بسبب زعم الرحمة بهم والعطف عليهم!!وحتى لا نطيل في المساحة والكلام، سنكمل الحديث حول هذه الرحمة بالغد إن شاء الله تعالى.