17 سبتمبر 2025
تسجيلالأمة الإسلامية التي عانت الكثير من التآمر عليها والظلم والتفرق جرائم إنسانية بحق العراق وسوريا واليمن لا يصدقها بشر، وتفرق الجامعة العربية وضعف التواصل مع الدول الإسلامية والصديقة نتيجة مخططات واضحة وليست نظرية مؤامرة، فالأمر مكشوف وهو أمن إسرائيل، وتقوم إيران بهذا الدور والتي ترفض، مثل إسرائيل، كل مبادرات السلام وتعتبرها ضعفا. إسرائيل رفضت المبادرة العربية ورفض قرارات الأمم المتحدة، وكذلك إيران. كلا هاتين الدولتين هي أداة الغرب لضرب الأمة العربية والإسلام. وجاء سلمان وهذه التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية، وبذل جهودا لحل القضايا بالعقل والحكمة وحسن الجوار، إلا أن إيران أصرت على جر المنطقة إلى حرب واستغلت اليمن من خلال الحوثيين والمجلس الشيعي الأعلى باليمن وقوات الرئيس المخلوع الطائفية لتدمير البلاد ونقل الفتنة إلى دول المنطقة، ارتكب الرئيس السابق وابنه وأسرته جريمة بحق شعبه وبلده، وكذلك عدد من القيادات وسط صمت من الأحزاب التي سال لعابها للمقاعد الوزارية، وظنت القبائل في بعض المناطق والأحزاب للمناورة مع الحوثيين ما قوى هذه العصابة التي تحولت إلى قوة بفضل حزب الله وإيران وتمويل العراق والمجلس الشيعي بفروعه خارج اليمن، وكذلك تفرق القبائل والأحزاب ودخول روسيا على الخط ولعبة بوتين بالعودة إلى دور الاتحاد السوفييتي الشيوعي، كل هذه القوى أرادت استعراض القوة. ورأت السعودية ودول مجلس التعاون ما يجري بألم وحزن لما أصاب الشعب اليمني، واستغلت هذه القوى الظرف وظنت ضعف دول المنطقة وانشغالها بسوريا وأوضاع مصر وغيرها، فازداد الطمع بتغيير المنطقة لصالح امبراطورية إيرانية، وهنا رأينا المناورات العسكرية على الحدود كرسالة لعدة جهات وغرور القوة وما حدث في شروره على حرس الحدود والتصريحات اللامسؤولية والتي أظهرت الأهداف بالعدوان. وهنا كان لابد من حسم الموقف وكان الملك سلمان واضحا، أن الله شرفه بحماية الحرمين، وأن هناك قوى معادية للإسلام تريد الإضرار والعدوان على الإسلام والمسلمين، وكان عليه أن يتخذ القرار الصعب، فالمملكة ليست دولة حرب، وكانت المفاجأة تحالفا عربيا وأن دول المنطقة والعرب مهما اختلفوا، فهم إخوة، وقد بذل الملك جهودا كبيرة لتوحيد الصف العربي والإسلامي، وكانت العاصفة ليست عدوانا وإنما إنقاذ للشعب اليمني من حرب الإبادة، ولا ندري ما دخل إيران وروسيا في شأننا العربي، فالعرب لا يتدخلون في شؤون إيران رغم اضطهاد أهل السنة والعرب لم يتدخلوا مع الشيشان والتتار أمام القمع والإرهاب الروسي، هذا التحدي اليوم يضعنا أمام الحقائق. وما نراه في عدن من مجازر لم تقم بها إسرائيل، وما نرى من مجازر في تعز وإب والحديدة وتدمير لمدارس التحفيظ ورجال العلم، والدين وتفجير المساجد وبيوت الناس ونهبها، وإهانة الدولة والوزراء واستيلاء مليشيات إرهابية على السلطة أمر يصعب السكوت عليه، فلا دين ولا عرف ولا قوانين عالمية تسمح بذلك، وبهذه الكارثة الإنسانية. إيران أدخلت المنطقة في دوامة، وأضرت بالاقتصاد ودمرت البنية التحتية ولعبت بورقة الإرهاب وجرت دول المنطقة لجريمة داعش التي صنعتها لاستنزاف المنطقة، آن الأوان لوضع النقاط على الحروف. وتتباكى إيران على السلام هناك وهناك ويصدقها السذج، كيف وهي غدرت بالأمير سعود الفيصل، حفظه الله، الذي دعا للسلام وجلس مع ظريف في نيويورك، وهو يطعنه في بالظهر باليمن، وبدأ الوضع في اليمن ينهار بشكل سريع، وهو ما أغضب سمو الأمير. وكما صرح الشيخ عبدالله بن زايد، وزير خارجية الإمارات أن دول الخليج عجزت عن التقارب وحسن الجوار مع إيران. أصبحت إيران في تحد وانظروا بعقل وإنصاف تدمير العراق واقتصاده وتدمير سوريا واقتصادها، تدمير اليمن عسكريا واقتصاديا، ونسيان القضية الفلسطينية حرمان الشعب الفلسطيني من الدعم العربي بسبب الحروب الإقليمية، وترك إسرائيل تمارس جرائمها وتغير الخارطة، من السبب أليست إيران؟ والجواب واضح أن إيران تقدم لإسرائيل خدمة التاريخ وحليفها المسمى القدس يقاتل في كل الدول العربية وليس القدس. آن الأوان لوضوح الصورة، والآن روسيا وإيران تطالبان بوقف إطلاق النار للمعتدي عليه وتتجاهل بكبر وبدم بارد ما يجري في عدن والمناطق الجنوبية، وتعز وإب وتهديد أمن المنطقة. وإذا كانت إيران وروسيا تحرصان على السلام لأمرتا الحوثيين والمجلس الشيعي الأعلى الذي لم يعلن نفسه ويعمل بشكل سري لوقف الحرب وسحب المليشيات وتسليم السلاح والعمل ضمن الدستور والبرلمان، ولكن هؤلاء خالفوا القوانين الدولية وتعاملوا معهم ووقعوا اتفاقيات نزلت طائراتهم بمطار صنعاء. هذه المغالطات الروسية لآية الله بوتين حيث نجد من عجائب الزمن رئيس ماركسي يلبس عمامة سوداء لأجل المصالح السياسية، ونرى جماعة ودولة تدعي الدين تتحالف مع الماركسيين إنها إذن لعبة سياسة. العالم الإسلامي ينتظر ويأمل دور الملك سلمان في المصالحة الإسلامية الشعبية والرسمية وجهود المسلمين وما نرى من زيارات للدول وتأييد للملك سلمان دليل على التضامن الإسلامي، وأهميته وأن المملكة هي القائد وليس من يحاولون أن ينازعوها كمن ينازع أبناء الشيبة في مفتاح الحرم. هذا فضل من الله شرف الله الملك سلمان بهذا لخدمته للدين وخدمة الحرمين والتمسك بالثوابت، ولم نر دولة إسلامية ولا حتى عالمية تزور طهران. ولذا فإن المظلومين لا يريدون أن يخدعنا هؤلاء عن طريق وسطاء لإعادة ترتيب حقوقهم، ولكن لابد من قرارات ومقاطعة وعقوبات حتى تعود الأمور إلى نصابها وتحترم روسيا وإيران سيادة الدول الإسلامية. وكفى كفى ما عانيناه، فلا مجال للخداع. الأمة الإسلامية وضعت ثقتها وأملها، بعد الله، في الملك سلمان وقادة مجلس التعاون لحماية هويتيها، والحفاظ على وحدتها والكل يدعو له بالخير، وأما الأبواق والمواقع التي تدفع بها إيران فلا تعدو سوى أصوات الغربان وشؤم البوم، لا قيمة لها، فلننظر إلى ما تعمله أيديهم لا إلى ما تقول ألسنتهم، والله ناصر المظلوم.