11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); نعم إن للاجتهاد وجها خاطئا، فليس كل اجتهاد محمود، بل قد يصبح صاحبه مذموماً، فحال الاجتهاد كحال غيره من الأعمال التي يجب أن تلبس ثوب الاتزان، فعلى سبيل المثال قد ينجح الشخص فيما سعى واجتهد، فيجد في نهاية المطاف أنه خسر الكثير مقابل أمر بسيط، للاجتهاد الخاطئ أوجه متعددة وله ظروف تحتم عليه القالب والشكل، فعلى سبيل المثال، نجد أن البعض يجتهد في تحليل الأمور بناءً على معلوماته المغلوطة وغير مستند على وقائع واضحة، الأمر الذي يجعلنا أمام فرضية سوء الظن. لا تجتهد في تحليل الأمور من الخارج، خاصة إن كنت لا تعلم خفايا الأوضاع ولا تمس أعراض الناس باجتهاداتك فلحمها مسموم. البعض منا يصل الليل بالنهار مجتهدا في تحقيق أمر وغاية، قد يكون ليس من مهامه الوظيفية ناسياً الواجبات الأخرى المكلف بها، ولو ذكّرته بأن لديه مجموعة من المهام الواجبة عليه، ما تقبل منك نصحك وإرشادك له، ولأصبحت بالنسبة إليه هادم اللذات ومفرق الجماعات. من أشكال الاجتهاد الخاطئ القيام بواجبات الغير وترك الأمور المكلف بها الشخص المجتهد، فتجده يقوم بكافة الأعمال غير المطلوب منه القيام بها ويتناسى صميم عمله، فلا تكن كذلك واسْعَ إلى إتمام ما كلفت به أولاً، ومن ثم اجتهد كي تُشكَر على مبادراتك، فقد يُضيّع جندياً في ساحة الحرب معركةً كامله بسبب عدم تنفيذ ما كُلف به واجتهاده الخاطئ، حتى الاجتهاد في الدين له شروط أساسية تقيده ويجب توفرها لصحته، منها معرفة الكتاب والسنة وقواعد اللغة العربية وأصول الفقه ومواقع الإجماع، الأمر الذي يجعلنا نتأنى قبل أن نطلق الأحكام باجتهاداتنا يمنة ويسرة، كما يجب أن تقنن عملية الاجتهاد لبعض المبتدئين، لأن مصير أمتنا الإسلامية مرتبط بها.يعتقد البعض أن الاجتهاد مربوط بهدف واحد، فتصبح الدنيا إما منصبا أو أكلا أو متاعا، ناسياً أن العزيز خلقه لهدف أسمى وأفضل، ألا وهو العبادة، فأعمالنا عبادة واستغفارنا عبادة وصلة الأرحام عبادة وطلب العلم عبادة والبحث عن الرزق عبادة، فكل ما سبق أهداف يجب على المرء منا أن يعدل بينها وأن يجعلها ضمن مشاريعه، فلا يكن الاجتهاد لباب واحد وإغفال باقي الأبواب؛ لأن الله سبحانه وتعالى له حكمة عظيمة في خلقنا.كما أن للاجتهاد الخاطئ أسبابا، أولها هو عدم الاستماع إلى الغير والعمل بالنصيحة، فتجد الشخص ينهمك في اجتهاده دون استشارة الأهل أو الصديق كذاك الذي يقوم بعمل مشروع دون أخذ النصيحة، فلا دراسات تنفع معه ولا خبرة تاجر تنفعه، فتجده يجري طوال الليل بالنهار ليحقق الربح دون فائدة.ثاني الأسباب وهو عدم تنظيم الوقت، فيعطي الشخص موضوعاً أكثر مما يستحق ويهمل باقي الأمور فتكون النتيجة مأساوية بالنسبة إليه. أخيراً، العناد، فكل عنيد يصر على أنه هو الأصح، فيكمل ما سعى إليه، حتى لوكان في تحقيق هذا الهدف خسارة عظيمة له فكرياً وبدنياً وربما مادياً، فلا مانع لديه، المهم أن يظفر بما تمنى.أخيراً، من الجميل جداً أن نكون منصفين لأنفسنا قبل أن ننصف غيرنا، وأن نحرص في اجتهاداتنا على ألا نسيء للآخرين. الاجتهاد مطلوب ولا شك أنه يرقى بفكر وحال الإنسان، إلا أننا يجب أن نصون الأمانة، فأجسادنا أمانة وأبناؤنا أمانة وكل ما نكلف به من أعمال أمانة، لذا وجب الاعتدال وحسن الإدارة، والتي لا شك أن بدايتها بالشكل الصحيح تبدأ من الفرد المؤثر في بيته ومجتمعه. يجب على كل منا أن يعيد حساباته وأن يعلم أن الحياة سلسلة من الأهداف والأمور التي تتطلب التزاما من الجميع وعدالة حتى في الاجتهاد. يقول الإمام الشافعي بِقدرِ الكدِّ تُكتَسَبُ المعالي .... وَمَنْ طَلَبِ العلا سَهِرَ الليالي ومن رَامَ العُلا مِنْ غيرِ كَدٍّ ...... أضاعَ العمرَ في طلبِ المُحالِ لا شك أن الاجتهاد مطلوب، إلا أن الاتزان شرط لتحقيقه، فلا فائدة من مجتهدة باتت دون أسرة وأولاد بسبب علم أو عمل تبحث عنه أو تطرق بابه. الاعتدال سر النجاح في الاجتهاد، فاحرص عليه تظفر به.