14 سبتمبر 2025
تسجيلفي حين تستمر الجائحة "كورونا" في اقتناص الحالات وترويع العامة في المملكة إثر تسجيل تزايد الإصابة بهذا الفيروس الغامض الذي لا تزال الأوساط الطبية العالمية بكل إمكاناتها ومختبراتها وأبحاثها عاجزة عن تحقيق الوصول إلى نتيجة حاسمة بشأن معالجته أو حتى الوقاية منه أو تحديد مصدره؛ مما يسبب إحباطاً عاماً وحالات من الخوف والهلع بين الجميع لعدم معرفة مصادر العدوى به والسبل الفاعلة للوقاية منه مما يجعل الجهات الصحية في عموم المملكة محل متابعة وتمحيص للتحقق من فعالية مواجهتها لهذه الجائحة وإلا تكون غرف المستشفيات وموجوداتها سبلاً لنقل العدوى بهذا المرض القاتل. وفي خضم ذلك تسجل الأوساط الصحية السعودية نجاحاً جديداً في حالات فصل التوائم السيامية بعد نجاح العملية رقم 32 في سلسلة هذه العمليات الكبيرة والمعقدة؛ حيث نجح الفريق الطبي السعودي في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية والتابعة للحرس الوطني برئاسة وزير الصحة السعودي الدكتور عبدالله الربيعة في فصل الطفلتين العراقيتين كريس وكريستيان مؤخراً وانفكاكهما عن قيود التلاصق الصعب الذي فرضته حالاتهما بعد الولادة؛ سوى أن الخبرة السعودية في هذا المجال والتي سبق لها إجراء حالات مماثلة جعلت من السعودية وجهة المعالجة للكثير من الحالات من مختلف دول العالم؛ بل إن جميع هذه العمليات وتكاليفها تتم على نفقة خادم الحرمين الشريفين بما فيها نقل التوائم وذويهما مع تقديم مجمل الخدمات اللازمة لهم منذ لحظات تقرير ذهابهما إلى المملكة وهو ما يؤكد النهج الإنساني لخادم الحرمين الشريفين وجهوده العالمية في هذا المجال وغيره مما يعزز التعاون بين الشعوب وخدمتها بروح محبة للعطاء والتعاون وهو ما يعطي أيضا انطباعاً عاماً عن مستوى الخدمات الطبية في المملكة وتقدمها للتعامل مع هذه الحالات الصعبة خصوصاً وأن هناك جملة مشاريع طبية واسعة تتمثل في إنشاء المستشفيات والمدن الطبية في المناطق وتطبيق الرعاية الصحية الأولية في خطة شملت إنشاء أكثر من 2000 مركز صحي في عموم مدن المملكة وقراها، وحقيقة في ظل هاتين الصورتين مابين المرض المخيف "كورونا" وسرعة تفشيه واتهام مستويات الأداء والتعقيم في المستشفيات المحلية وبين عمليات فصل التوائم المعقدة التي تستمر المملكة في القيام بها وكذلك جهود الدولة لتعميم التأمين الطبي والتأهل لهذه المرحلة لتشمل كافة القطاعات بما فيها المواطنين؛ نجد أن الصورة الأبلغ هي تعميم الإيجابية بين الناس وضرورة بث شعور الاطمئنان بين العموم؛ خاصة وأن الجوائح الطبية المستجدة وفق الأسانيد العلمية لا تقتصر على وطن محدد بل هي ابتلاء عالمي عام تشترك فيه كل البشرية وتظل الجهود السعودية محل تقدير للوقاية من المرض ومستوى الشفافية الذي تعمل به للحرص على سلامة الناس وطمأنتهم خاصة وأن السعودية وجهة دولية مستمرة لأداء مناسك الحج والعمرة على مدار العام؛ وكما في إشارة وزير الصحة في بيانه حول "كورونا" إلى ضرورة الابتعاد عن الشائعات والأقاويل التي تتناقلها وسائل الاتصال الاجتماعي دون أسانيد أو دلالات رسمية حرصاً على سلامة العامة وعدم تهويل الوضع وتحميله ما لا يحتمل في تأكيد على جاهزية وزارة الصحة ومستوى تعاملها مع ظروف الحالة والتي ستنقضي قريباً بإذن الله محققة السلامة للجميع ولتظل الصورة الأجمل عن الأداء الصحي هي تلك النجاحات المستمرة في العمليات الكبيرة والمعقدة في فصل التوائم.