13 سبتمبر 2025

تسجيل

الماضي الذي رحل

13 أبريل 2013

أنا من عشاق نجوم اللعبة قديماً. أرى الصدق الفني.. عاشوا ورحلوا وهم هواة.. هل بمقدور الزمن أن يقدم لنا مثلاً نماذج تقترب من موهبة محمود المليجي، حسن فايق، حسين رياض، محمد فوزي، ليلى مراد، نور الهدى، زهور حسين، يوسف عمر، ضاحي بن وليد، أحمد الزنجباري، محمد بن فارس، طلال مداح ومئات الأسماء. عاشوا للفن وقدموا عصارة روحهم للفن ومن ثم أبدعوا بصدق. الآن أشعر بأن كل شيء باهت، بلا ملامح أشعر بأنهم يكذبون في الأداء والتجسيد، هل نضبت لدينا نحن أمة العرب المواهب، هل سنرى ذات يوم أحمد رامي، بيرم التونسي، والرحابنة وسعد الله ونوس وفواز الساجر، وصقر الرشود، هل سيصدح ذات مساء صوت يوازي صوت عوض الدوخي أو يخرج لنا شاعر مثل محمد الفايز؟ الماضي رحل ولم ولن يعود أبداً، ذلك أن الأكلات السريعة حلت محل الأكلات التي غذت العقول والأجساد فقدنا رائحة الأم في الأكل. وفقدنا التواصل في الحياة، الآن مع الأسف أصبحنا عبيداً للآلة.. في أي مكان لا تجد إلا قشوراً من الحضارة الجديدة.. أنا لست ضد الوسائط ولكن طرق استخدامها. تصور فن الصوت، الفن الذي ارتبط بنا فقدنا لذة المراويس مع الآلة الحديثة. كان الحلم أن نستخدم الآلة. ولكن الآن الآلة تسيرنا نحو المجهول. أعود إلى البداية فأقول: إن كل شيء قد أصبح أسير الإيقاع السريع. نمط الحياة. واكتشفنا أن الغناء قد ارتمى في أحضان الآخر. استبدلنا القانون والناي والرق والمراويس بآلة صماء. تصم الأذن ولا تبعث النشوة في الذات. الآن هناك محاولات لإعادة البعث في هذا الأمر من خلال معاهد في بعض الدول تحاول بعث الحياة في آلة العود أو العودة إلى فنوننا الشعبية في مملكة البحرين. واعتقد أن هذا الأمر بداية الطريق لإحياء شيء ما. شيء نبحث عنه.