13 سبتمبر 2025
تسجيللا يجد بعض التربويين إذا أرادوا الحديث للشباب إلا أن أهم مشكلات الشباب هي الشهوات، فهذا أسهل ما يجدونه متاحاً في أذهانهم، ولا شك أن اتباع الشهوات هو تعبير عن واقع من يسير في دروب الفقر التربوي، قال تعالى «فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات». أما الشهوات ذاتها فالمشكلة ليست في وجودها بل في عدم وجودها، لأنها في أصل إنسانية الإنسان وبدونها يكون الإنسان أشبه بالنبات، بل فاقد الشهوة يكون مريضاً يسعى لعلاجها والعودة بها إلى التوازن الطبيعي. أما التربوي المحترف فإذا تحدث إلى الشباب فإنه يوضح لهم الأمر كالتالي: أولاً –أن مشكلة الشاب والشابة الحقيقية هي في أسلوب تحقيق شهواتهم أولاً وفي جعل الشهوات غاية حياتهم الأولى والأخيرة ثانياً. ثانياً _أن المطلوب هو أن يربي الشاب والشابة نفسيهما على ترشيد شهواتهما وصرفها في المباح والحلال (وهو كثير مثمر) وضبط نفوسهما عن تحقيقها في سبيل الحرام (وهو ضار مفقر)، بل إن هذه التربية وبتوازن واعتدال يساعد الشاب والشابة على الرقي بإنسانيتهما. ثالثاً – يوجه التربوي المحترف الشباب إلى التسامي بهذه الشهوات والعلو عن طريقها في معارج الكمال وذلك بأن تشترك جميع قوى الإنسان في قرار الشاب تجاه شهوته، وأقصد بذلك قوته العقلية + قوته الروحية + ثم شهوته الجسدية، بحيث ينتج من تحقيق هذه الشهوة بهذه المشاركة تسامٍ وعلو وينتج عن ذلك ما يرفع قدر الشاب والشابة، بل ما يرقى به المجتمع ككل. وإلا فإن مجرد إشباع الشهوة أمر يفعله كل البهائم والحيوانات!. ندعو التربويين إلى وضع يدهم على الأسباب الحقيقية في مشاكل الشباب وأن يوجهوا بقعة الضوء على مكمن الداء فالناس تنتظر منهم الكثير ولا ينبغي استسهال انتظار الناس لدورهم الخطير.