10 سبتمبر 2025

تسجيل

كانت لنا أيام

13 مارس 2019

الآن، أقلب في الذاكرة.. أصدقاء رحلوا سريعاً عن هذه الدنيا الفانية. ولكني استرجع صوراً من الماضي. كنا في مرحلة المراهقة مجموعة من الزملاء والاصدقاء. نرافق أسرتنا في شهور الصيف في رحلة سفرإلى بعض المدن. حيث الهواء وراحة البال.. اتفقت مع مجموعة من الزملاء بان نرتاد إحدى دور السينما.. ذلك ان هذا الفن لم نكن نعرفه حتى تلك الفترة.إلاّ عبر الافلام التي تعرض في بعض البيوت والاندية الصغيرة المنتشرة في العديد من الأحياء. وهي وإن كانت تحمل اسم «النادي» إلاّ ان الأمر في مجمله بيت متواضع يضم الاصدقاء والزملاء وممارسي لعبة كرة القدم أشهر الالعاب في كل مكان.. شاهدنا صوراً تحتل جداراً كاملاً. وكان الأمر مغرياً لنا.. كانت صوراً مجسمة لجميلات الشاشة العالمية. واتذكر الآن. ان الفيلم عن الجاسوسية. كان جل اهتمامنا بالجميلات أكثر من المضمون. هل كان الفيلم حول جيمس بوند – العميل 007 – هكذا اعتقد. المهم. اتفقنا على الدخول في فترة المساء. قطعنا التذكرة.. واحتل كل منا مقعده. في سهولة ويسر.. فجأة.. هب الجميع وقوفاً.. ونحن لا ندري ماذا حصل !! تسابقنا على الوقوف.. إلاّ صديقنا المكرود. نعم هو دائماً ما يقع في المشاكل دون أن يكون له يد.. لم يقف. مع الأمر. بالوقوف لأن صورة قائد البلد والسلام الوطني جزء من الطقوس في تلك الدولة. لم نشعر إلاّ وأحدهم قد صرخ في اذن صاحبنا.. قف.. بهت صاحبنا.. تردد. وإذا بصفعة يتلقاها ونظرنا جميعاً خلف رؤوسنا.. جلس الجميع فجلسنا.. إلاّ ان صاحبنا التعس.. يرفض البقاء.. ونحن لا ندري لماذا تم هذا الأمر.. لاحقاً عرفنا من احدهم. أن الكل لابد وأن يقف عند ظهور صورة ذلك الزعيم والسلام الوطني.. حاولنا تهدئة الزميل بأن الأمر لا يستحق كل هذا.. اصرّ على أن نخرج جميعاً. فرفضنا لاننا دفعنا ثمن المشاهدة. وأن دخولنا من اجل مشاهدة تلك الحسناوات.. اما صديقنا فقد خرج لا يلوي على شيء.. كان هذا أول درس. أن هناك من يرى في تلك الشكليات تجسيداً للوطنية. [email protected]