13 سبتمبر 2025
تسجيلسارقو إرادة شعوبهم، الجاثمون بالباطل على مقدرات الأمة، الذين كانوا دائما في صف أعدائها، وإليهم وإلى خلافاتهم ومؤامراتهم ينسب تخلفها وهوانها وتفرقها.. هم اليوم يدخلون المعسكر الصهيوني من أوسع أبوابه وفي رابعة النهار، ووفق ذات قاعدة العمل التي انطلقوا منها دائما، يدعمون الانقلاب المصري صديق (إسرائيل)، ويحاولون إثارة القلاقل في بلدان الثورات العربية التي تخافها (إسرائيل)، ويتآمرون على تركيا التي شبه قطعت علاقاتها مع (إسرائيل)، ويجرّمون المقاومة الفلسطينية التي قصفت عاصمة (إسرائيل)، ويشددون الحصار المزدوج على غزة التي تحاصرها (إسرائيل)، ويرهّبون الإخوان الذين منذ بداية تاريخهم واجهوا وقاتلوا (إسرائيل).. وأقول:بملاحظة الأحداث وتسلسلها، ورصد تصريحاتهم، يمكن الحكم وبثقة مطلقة أن لهذه الحرب شقين؛ شقا سياسيا؛ هو خدمة المشروع الصهيوني.. وشقا دينيا؛ هو استهداف الإسلام وتخريب فرص عودته من جديد ليكون حاكما ويكون موجها لثقافة وهوية المنطقة. أما أنها حرب في خدمة المشروع الصهيوني؛ فلأنها تنسجم طباقا وفاقا مع ما هددت به الوزيرة الصهيونية "تسيبي ليفني" يوم صنّفت المنطقة بين فريقٍ معها ومع الاحتلال منحتهم صكوك غفرانها ووعدتهم بالتنعم والاستقرار السياسي ورغد الأمان، وفريقٍ آخر اعتبرتهم أعداء "الديموقراطية" ومعسكرا للتطرف توعدتهم بدفع الثمن، وسمّت في ذلك تصريحا وتحديدا مثالين (مرسي في مصر وأردوغان في تركيا). هي حرب صهيونية بامتياز؛ صهيونية القيادة والغاية، وصهيونية المصدر والتخطيط، وصهيونية الرعاية والتأييد، وصهيونية المتابعة والتنفيذ، وصهيونية الاستثمار والإنتاج، أما الشواهد والأدلة والقرائن فلا يتسع المدى لاستقصائها، ويكفي أن الانقلاب المصري - الذي هو رأس حربتهم - يشترط على الناشطين المتضامنين مع غزة أن يحصلوا على موافقة الكيان الصهيوني للسماح لهم بدخولها كما صرحت الناشطة النسوية ورمز الثورة الجزائرية "جميلة بوحريد" والوفد النسائي الأوروبي في يوم المرأة العالمي. وهي حرب على الإسلام، وما الإخوان وحماس والإسلاميون فيها إلا عنوانا التفافيا يضعه أعداء الإسلام لصرف النظر عن حقيقة مراداتهم التي لا يستطيعون التصريح بها، وليسوقوا حربهم الإرهابية على السذج والمسطحين من الرأي العام ثم ليكسبوا لها الأنصار العالميين. هم يريدون إسقاط الشعلة وإطفاءها ورفضها، من خلال إسقاط حامليها وطمسهم ورفضهم.. فيذهبون هنا وهناك من حول الإسلام وما يريدون إلا رأسه. حقيقة أن حربهم على الإسلام تؤكدها تصريحاتهم وفلتات ألسنهم، كما تؤكدها تقارير على قدر عال من المسؤولية والرسمية من وزن تقارير مداولات الكونجريس الداخلية التي تبثها قنوات الفيديو بالصوت والصورة.. هذه الحقيقة يطالعوننا بها ليل نهار وتنطق بها ألسن مسؤوليهم ومفكريهم وإعلامييهم وتؤكدها مواقفهم وممارساتهم حتى صارت من المعلوم بالضرورة والاشتهار، فوق ثبوتها بالتحليل والقرائن والاستنتاجات والإيماءات وجمع الأجزاء المتباعدة. ألم يقل نبيل فهمي – وزير خارجية الانقلاب – صراحة يوم 20 سبتمبر 2013 الماضي في لقاء له مع قناة روسيا اليوم "لم تكن المشكلة مع مرسي أنه رئيس جيد أو سيئ من حيث الكفاءة، ولو كانت هذه هي المشكلة لصبرنا ثلاث أو أربع سنوات.. لكن الرئيس مرسي كان يقود البلاد نحو وجه إسلامي لمصر"؟!هنا ينشأ سؤالان؛ سؤال يقول: فما بال إسلاميين آخرين يحملون ذات الشعلة ولا تطاولهم هذه الحرب؟! وسؤال آخر يقول: هل تقصدون تكفير من يقومون بهذه الحرب التي في زعمكم تستهدف الإسلام؟! وفي الجواب عن السؤال الأول أقول: عدم مطاولة هذه الحرب لبعض الإسلاميين إنما هو فرق في التقديم والتأخير، وفرق بين من يرونه خطرا حاضرا أو خطرا مستقبلا، وفرق بين من يعتبرونه ويعتبره حليفهم الصهيوني في اشتباك مباشر معهم أو ليس كذلك.. ولا نتجاهل أن ممن يزعمون الإسلامية فئة قليلة ما هم إلا فرع من شجرة الأعداء الخبيثة وإن بلحية وجلباب.. وقديما قيل (المشيخة سهلة؛ مترين قماش ولحية ببلاش).وفي الجواب عن السؤال الثاني؛ أقول: لست في مغرض تكفير أحد أو تبرئة غيره، وكلامنا عام؛ فإن جئنا للتفصيل نقول: كل معلق بكسبه ووعيه ونيته؛ فليس من يقصد الحرب على الإسلام عالما بما يفعل، أو الذين سمعناهم في مؤتمرات صحفية يتهمون النبي صلى الله عليه وسلم بالإرهاب، أو يرفضون وصول الإسلام للحكم، أو ينسقون أقوالهم وأفعالهم مع الصليبيين واليهود.. ليس هؤلاء في التهمة والكفر كمن يقع استغفالهم واستغلالهم وتجييرهم لهذه الحرب الآثمة القذرة. آخر القول: لم ينكشف أطراف الصراع وحقائقه كما انكشفت اليوم، ولم يجتمع قبيل إبليس في صعيد واحد كما يجتمعون اليوم، وإذ ذاك فلم يعد من مبرر لمؤمن أو عالم أو وطني أو عروبي أو مثقف أو عامي أن يقف محايدا أمام هذا العدوان فضلا عن أن يكون راضيا بها أو مشاركا فيها والعدو قائدها وهي تستهدف الإسلام والعروبة ومبادئ الأخلاق وكيان الأمة وماضيها وحاضرها ومستقبلها.