28 أكتوبر 2025

تسجيل

سكرتير لا يحترم صغيراً ولا يوقر كبيراً

13 مارس 2013

من المعتاد أن يشكو الموظفون من مديرهم، وجفاف تعامله، أو سلاطة لسانه، أو عدم إنصافه في الدرجات، والترقيات، والحقوق الوظيفية، لكن أن يشكو الموظفون مجتمعين من الفراش حتى أكبر من فيهم من مدير مكتبه أو سكرتيره، فهذا أمر جديد وغريب! قد يكون المدير بلسماً، خلقاً، وتعاملاً، وديناً، لا يرضيه الإجحاف ولا الإهانة، ولا الاعتداء قولاً أو فعلاً بحق موظف ويكون سكرتيره على نقيضه، فقد أباح لنفسه التوبيخ وكل أشكال الغلظة حتى مع المراجعين، فصوته العالي على الجميع وكأنهم خدم في داره، فظاظته لا يفلت منها أحد، أما من لم يرق له من الموظفين فيخصه بـ(أسافين) متينة عند مديره تعميقاً وترسيخاً للبغض، مش معقولة يكون عمل السكرتير تسيير الأعمال والاجتهاد بنقل الوشايات وما لم يقل، وضرب الغائبين (ويا غافل لك الله) مش معقولة أن يعتمد السيد السكرتير طريقة النم والعجر وتوصيل حكايات غريبة لأذن السيد المدير رغبة في الحظوة والتودد، مش معقولة أن يعطي السكرتير لنفسه صلاحيات لم يكلفه مديره بها فيتدخل، ويمرر، ويوقف، ويحاسب، مش معقولة أن يعطي السكرتير لنفسه حق إهانة وبهدلة الموظفين صغاراً وكباراً باحتقارهم، ورفع الصوت عليهم، ونعتهم بما ليس فيهم، مش معقولة أن يقول بكل استهانة وبأعلى صوته (أنا هنا الكل في الكل) وأمام المدير يعمل (أرنب) مش معقولة أن يملك السكرتير القدرة على إهانة موظف أمام مديره بألفاظ يحاسب عليها القانون دون أن يستشعر أي غضاضة أو أسف، مش معقولة يرتكب جريمة (سب وقذف) وتمر عادي كأنه شرب كوب ماء، الأمر غاية في الأهمية فوجود (معكر) لدم الموظفين يومياً لا يخلق أي جو صحي للعمل، ولا يشجع على أي إنتاج، خاصة لو أفهم السيد السكرتير الموظفين ضمناً أنه يضرب بسيف المدير ليتراجع الجميع عن مجرد التفكير في الشكوى منه، لكن عندما يجتمع الجميع على أن الكأس فاضت بإهانات السكرتير وعنجهيته، ولا مبالاته، وأسافينه، وأقاويله الشوهاء يجب أن يكون هناك حل، وعندما يجهل السكرتير أنه واجهة لمدير محترم يجب أن يكون على مستوى خلقي رفيع يشرفه، يجب أن يكون هناك حل، وعندما يتأكد الجميع أن (الفزاعة) التي يرفعها السكرتير في كل مخالفاته باسم (المدير) لا دخل فيها للمدير من بعيد ولا قريب وأنه لم يعط بها ضوءاً أخضر للإهانة، ولا للتقليل من شأن الناس، ولا لاستضعاف العمالة المتواضعة، يجب أن يكون هناك حل بالمواجهة بكل الأخطاء وسماع شكوى كل الموظفين أمام السكرتير الهمام ليتأكد المسؤول بما لا يدع أي مجال للشك كم أهان سكرتيره، وكم أخطأ، وكم تعدى، وكم تسبب في آلام نفسية لمن يديرون عجلة الإنتاج، وربما صححت افتراءات نقلت عنهم وهم غائبون، المواجهة مهمة جداً فالعين مهما بلغت من البجاحة والتبجح في المواجهة تخجل، ويبقى المطلوب من كل المتهيبين من الشكوى من سوء المعاملة أو الإهانة بأي صورة أن يطلعوا مديرهم على ما يعانون ولا يتصورون أنه من أعطى سكرتيره الحق في الإهانة فكثيرون يعطون أنفسهم حقوقاً ليست لهم، أما إذا تكررت الإهانات فهناك تصاعد للشكوى وصولاً إلى المحكمة وساعتها يعرف السكرتير الفاضل أن هناك ألفاظاً يعاقب عليها القانون، لأنها تقع تحت جرائم (السب والقذف) حيث لا ينفع فيها اعتذار ولا (ماكنتش أقصد) ولا أنسى تحية لكل مسؤول يحقق لفريق عمله من السلام النفسي الوظيفي ما يؤهله للقيام بعمله على أكمل وجه دون إحساس بأي قهر، أو استضعاف، أو إهانة. • * * • طبقات فوق الهمس • لو اعتقدنا حقيقة أن ما سنقوله سيسجل علينا لنحاسب به لدققنا حرفياً فيما نقول، ولو اعتقدنا أن ما نقوله على الغير سيقال علينا لجملنا وأحسنا، ولو اعتقدنا أن كل شر نزرعه سيظل ينتظرنا حتى نجنيه بأيدينا لتركنا طوعاً هواية زراعة الشوك والشرور، وانشغلنا بزراعة الزهور! • متى تنتابنا الجرأة والشجاعة لنقول سامحني أخطأت في حقك، سامحني فهمتك غلط فاغتبتك، سامحني غطيتني بفضلك وقصرت في أن أكون مثلك، متى؟ • البعض يستغل سكوت المهذب صاحب الصوت الخفيض فيعلو بصوت بهتانه ناسياً أن السكوت عن جاهل عين العقل. • كلنا يمكن أن نكون في غاية قلة الأدب لكن تحكمنا بيئتنا، ونشأتنا، وتربيتنا، وديننا، وفي النهاية كل إناء بما فيه ينضح. • سقراط قال يوماً (تكلم حتى أراك) لذلك انتبه وأنت تتكلم لأنك ستقول لسامعك من أنت أصلك وفصلك، وتربيتك، ومن أي بيئة جئت؟ • الغول الذي بداخلك يمكن أن تلجمه بكلمة طيبة. • اللهم اشف مرضى النفوس ومرضى الأبدان فكلاهما يحتاجك. • أجمل ما قيل في الحلم.. يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا يزيد سفاهة وأزيد حلماً كعود زاده الإحراق طيبا