12 سبتمبر 2025
تسجيلألم يحن الوقت لجامعة الدول العربية أن تتخذ خطوات شجاعة، وقرارات جريئة موشحة بالشرعية لوضع حد فاصل لطغيان وجبروت النظام الليبي الذي غالى واشتط في قمع مواطنيه، وقصفهم بالدبابات والبوارج والطائرات براً وبحراً وجواً؟ الشعب الليبي الذي تسامق كالجبال الشم، وهتف ضد شطط الشمولية، وشظف العيش، وشياطين العقيد وأنجاله، يستحق من الجامعة العربية أكثر من عبارات الشجب والتنديد بالمذابح العديدة والممنهجة، التي نظمها العقيد وأنجاله، وشراذم المرتزقة، وفلول المنتفعين من نظامه الكئيب الذي جثم على صدر الليبيين الصبورين وأذاقهم الأمرين. لماذا تأخرت جامعة الدول العربية عن الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شكلته المعارضة الليبية وأضحى الممثل لها ولجميع الثوار الذين أشعلوا شرارة الثورة؟ لقد بادرت فرنسا مبكراً بالاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي، وتبعها مجلس الاتحاد الأوروبي في اجتماعه بالأمس الذي دعا الرئيس الليبي للرحيل، وعزز قراره بالاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي باعتباره محاوراً رئيسياً، أما الولايات المتحدة الأمريكية التي كان يفترض أن تقود الحراك الدولي للشعوب التواقة للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، فقد وجدت نفسها مكبلة بقيود وأوصاد الأوضاع التي أدخلت نفسها فيها في العراق وأفغانستان، واكتفت بدعوة العقيد القذافي للرحيل بعد أن فقد الشرعية والتأييد الشعبي.. ويتفهم المرء الأوضاع والظروف العصبية التي ربما تترب على اعتراف الجامعة العربية بالمجلس الوطني الانتقالي.. كما يتفهم الجميع إحجام الجامعة العربية – حتى الآن – عن توفير غطاء للمجتمع الدولي بإقامة حظر جوي في ليبيا، لأن قراراً مثل هذا ربما يفتح الأبواب على مصاريعها لاتخاذ قرارات مماثلة لأوضاع مشابهة في اليمن والبحرين مثلاً.. وقريباً في دول أخرى مثل السعودية وغيرها من الدول العربية.. صحيح أننا مثل غيرنا من الحادبين على حاضر ومستقبل الدول العربية نرفض التدخل الأجنبي المباشر في ليبيا وغيرها من الدول العربية لأن التدخل الأجنبي سوف يقوض السيادة، ويستبعد الأهليين، ويضع مسوغاً للاستعمار المباشر وغير المباشر.. كما يوجد حالات لعدم الاستقرار والفوضى المنظمة التي لا تحمد عقباها. حري بالجامعة العربية أن تتخذ قرارات فورية حفاظاً على الدماء التي تسفك بلا مبرر.. وحفاظاً أيضاً على هيبتها وهيبة العرب الذين سبهم نجل العقيد المهووس بالسلطة وازدراء الآخرين حين قال عبارته النابية: "طظ في العرب وفي جامعتهم". قدر لهذا المقال أن يكتب قبل أن يلتئم المجلس الوزاري للجامعة بالأمس.. ومع ذلك فإننا نتوقع أن يصدر المجلس قرارات جادة وقابلة للتنفيذ والتطبيق الفوري.. أقل ما يتوقعه المواطن العربي من جامعته العتيقة أن توافق على إقامة منطقة حظر جوي تمهد المسار للمجتمع الدولي أن يتخذ خطوات جادة توقف جنون العقيد وأنجاله وتمسح دموع الثكالى والأيتام، وتزيل العار الذي ألحقه العقيد بشعبه الشهم، وشبابه الثائر والمناضل.