15 سبتمبر 2025

تسجيل

السعوديون يسقطون "حنين" بفكر وأسماء مدبريها

13 مارس 2011

تداول السعوديون فيما بينهم وبكثافة خلال الأسبوع الماضي رسائل الولاء والمحبة للوطن ردا على الدعوات المشبوهة للخروج والتظاهر في مدن المملكة , رسالة واحدة بين تلك الرسائل هي الأكثر تداولا فقد كانت تعرف بحقيقة وأهداف مطلقي تلك الدعوة , فجميعهم من خارج الوطن ويمكن بالتدقيق في أسمائهم معرفة بواعث الفكرة ومن ورائها بمدد العون و الإسناد "حسب رسائلهم الإلكترونية " اتحدوا جميعا للعمل على خلخلة النسيج المحلي وزرع القلائل والفتن بين هذا الشعب الذي لا يجد غالبيته ما يمكن الامتعاض عليه بهذا المستوى من أساليب الرفض والاحتجاج سوى أن الفرصة كانت سانحة لهم الآن في خضم المشهد العربي لاختبار مدى صلابة المجتمع السعودي وتخمين مكامن الضعف في بنيته بدس الأفكار والحجج بين سواد مواطنيه من قبل أولئك المتربصين المأجورين فربما حققت الحملة الهدف المنشود والذي سقط يوم الجمعة الماضي سقوطا ذريعا أفشل هواة الفتنة ومروجوها , فقد قلب الشعب شعارات الفتنة إلى شعارات الولاء للوطن والوفاء لقيادته بعد أن تبين لهم حقيقة تلك الدعوة المبطنة بالكثير من الجور والانتهازية المدموغة بالأدلة والقرائن الآنية والتاريخية الواضحة لارتباطها بالصهيونية وعملائها في المنطقة رغبة في بث الفوضى والنيل من البلاد وكيانها تحقيقا لرغبات شريرة تمثل أجندات معلنة تستهدف السعودية بشكل مركز وتشمل كل الإقليم العربي , وثقة في مصداقية القرائن التي تعرفها الدولة السعودية ومواطنوها عامة الآن بوضوح حسب التقارير العالمية المعلنة , فكان الرد السعودي واضحا وجليا بالوقوف الحازم تجاه هذا المخطط فقد أعلن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في مؤتمره الصحفي يوم الأربعاء الماضي أن السعودية ستقطع الأصبع الخارجي الذي يمتد لها بسوء وكانت وزارة الداخلية السعودية قد نبهت في تحذير رسمي لها إلى منع التظاهرات والتصدي لها بحزم كما أن هيئة كبار العلماء وهي الجهة الشرعية الأولى في البلاد قد أصدرت بيانا سابقا تحرم وفق رؤية شرعية مثل تلك التظاهرات بعد أن تبين لها حقيقة أهدافها ومن يدعون لها لأن الأمر حسب بواطنه لا يتبلور في مجرد مطالب إصلاحية أو احتجاجات على مخالفات معينه كالحاجات اليومية لعموم المواطنين أو إطلاق سراح بعض المساجين فتلك هي شكل العبأة ومظهرها العام فقط بينما الفخ والعلة في تراكم الهدف المجيش له فكريا منذ تاريخ طويل للنيل من فكر الأمة ومنهجها , فقد تبارى المنتقدون زمنا طويلا نحو ذلك وتنوعت نعوتهم للبلاد ورموزها الفكرية واستشرى شرهم تباعا لمجريات الأحداث في المنطقة وتحولاتها السياسية والفكرية واتساع دوائر الإعلام ووسائله واستغلال محترفي الفتن الواضح للفرص وضعاف النفوس ممن يقدمون ذاتية المصالح والمباهج على مصير الأمة وأهدافها السامية , فلقد قرأنا في خضم المجريات الحالية ما يبرهن على واقعية التجييش والإعداد لتلك الأهداف والعمل المكثف المتقن لها والمدعوم من قوى إقليمية وإستراتيجية بل أن فكرة الحادي عشر من مارس والتي استخدمت كجس للنبض وتحديد لمعالم الطريق واستقراء ردود الأفعال المحلية والعالمية نحو الفكرة ومشروعها المتمادي والمتصل هي في الواقع صورة لمجريات الكر والفر بين اتجاهين يمثلان التيارات الفكرية القائمة في البلاد وتجاذباتها التاريخية رغم محافظة القيادة السعودية وعبر حقبها على إيجاد توازنات معقولة ومقبولة داخليا تحت مظلة الوطنية إلا أن الإغراء التاريخي للفئة المتبنية لفكرة الفوضى وإن كانت من الخارج يظل نشطا يبرز علانية أحيانا تبعا لظروف المشهد كما في حالنا اليوم الذي تعج فيه بعض العواصم العربية بالثورات والاحتجاجات ويبقى أن في حسابات الطرف المتبني الكثير من خيالات القوة وتكريس الاحتقان والأسانيد المفبركة كل ذلك يعزز عزوفهم عن قراءة المشهد العام كاملة والتي منها عمق الفهم بين العامة لأهدافهم ومراحل خططهم ومنها كشف حقيقة ثورة " حنين " المزعومة ومدى الرفض العام والقوي لها بين السعوديين كافة وأشدد على كافة هنا للتأكيد على رفض الغالبية العظمى حتى بين الشيعة لهذا الفكر والاستعداء للبلاد وعقليا لا يمكن تعميم فكر هذا الاستهداف ومخططاته على الجميع أو حسابهم عليه تماما كما لم يحسب فكر التطرف والإرهاب الذي ابتليت به البلاد سابقا على السنة , فهل تكون تلك الرسائل بمضمونها وكثافتها مفهومة وواضحة لمن أشعل الفتنة وسوق لها ليعرف حقيقة الموقف ويعرف بالتالي حجم الرد ونوعيته , أتمنى أن يحكم العقل دائما . [email protected]