رد على مقال: عاصفة تضرب التعليم

جاءني رد على مقالنا والذي حمل عنوان "عاصفة تضرب التعليم" والذي نشر بتاريخ 3/فبراير 2023 بجريدة الشرق، وما أجمل من يعلّق ويكتب رأيه بأسلوب راقٍ وهادف على مقال نُشر، ومن أخ كريم حبيب من أهل الميدان التربوي التعليمي، والاختصاص والخبرة الطويلة. وكان لزاماً عليّ أن أنشره بعد أن استأذنته في نشر هذا الرد بدون ذكر اسم-كما أوصاني بذلك- الأخ والأستاذ الفاضل بارك الله في عمره وعمله وجهوده التي يبذلها في الميدان التربوي التعليمي وما زال يُعطي ويُنجز. وهنا أتمثل العبارة المشهورة عن الإمام الشافعي رحمه الله والتي تقول "رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب". وهذا نص ما أرسله إلينا مشكوراً بارك الله فيه، بل وحتى الومضة الأخيرة هو من كتبها... " لا يختلف اثنان أنّ ظاهرة الدروس الخصوصية هي ظاهرة غير صحيّة، ويجب علينا جميعاً التصدّي لها، والقضاء عليها. وربما لا نختلف أيضاً في أنّ أي ظاهرة اجتماعية لا يتوقف حدوثها على سبب واحد، وإنما تتضافر عدّة أسباب على إيجاد واستمرار الظاهرة. وظاهرة الدروس الخصوصية هي واحدة من الظواهر التي استشرت في مجتمعنا وصارت عبئاً ثقيلاً. نعم.. أعجبني تساؤلك: من المسؤول عن انتشار وتمدد العاصفة (الدروس الخصوصية)، وكنت أتوقع تحليلاً علمياً حيادياً يوصل إلى حلول واقعية منصفة. لكن هذا لم يحصل.. وإنني حقاً لأستغربُ: كيف يكون ضمن الإجابات المحتملة لتساؤلك (بحسب مقالك): المدرّس-الطالب-ولي الأمر- الترف. ولكنك تركت الطالب وإهماله.. وولي الأمر ولامبالاته و(برستيج المجتمع) ثم رحت تنقضُّ على المدرس وتحملّه المسؤولية كاملة. وكأنه هو الذي يقتحم البيوت يفتش عن طلاب يدرسهم بالإكراه. فهل هذا من العدل والإنصاف؟!. لا يا أستاذي ما هكذا توردُ الأبلُ.. نحن بلد تربينا على احترام المهن.. واحترام أصحابها.. وعلى رأس من يستحقون التكريم (المعلم). أخي الفاضل.. هل نظرت حولك جيّداً.. هل رأيت أبناء إخوانك وأخواتك؟ هل تفقدت أبناء أصحابك؟!. أنت تعلم -كما كلنا يعلم- أنّ أولياء الأمور هم الذين يبحثون عن مدرس خصوصي (شاطر).. فهلاّ قلت لهم: أوقفوا الدروس الخصوصية لأنها تدّمر المجتمع. حريُّ بك أخي الكريم أن تعالج المسألة من جذورها بدلاً من أن تلقي جام غضبك على من (علّمك).. وتطلب منه بكل بساطة (أن يرحل).. وتحرّض (الجهة المختصة) على إنهاء عمله فوراً وكأنه مجرمٌ خطير ينبغي استبعاده في أسرع وقت. أخي الكريم.. أشكر غيرتك على منظومتنا التعليمية، وحرصك على حمايتها وصونها عن كل ما يلوّثها ويعتدي عليها.. "ومضة" يقول الشاعر ابن الوراق: وإذا غلا شيءٌ عليَّ تركتُهُ فيكونُ أرخَصَ ما يَكونُ إذا غَلا انظر في عمق المشكلة وابحث في الجذور.. ولا تضيّع الوقت في "عرض المشكلة". انتهى ما كتبه مشكوراً!.