17 سبتمبر 2025

تسجيل

رجل مهم!

13 فبراير 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كأنه طاووس يتبختر وسط عائلته وإخوته وأقرانه، وبطيلسان أباطرة الروم وسلاطين الزمان، ويوما تشاجر مع زوجته الصابرة على كبريائه وظلمه، فـقرر السفر لمهمة تجارية حتى دون أن يزور أو يتصل بوالديه اللذين لم يراهما منذ شهر! فكلما وقف أمام زجاج عاكس أو مرآة تبختر منتفخاً ريشه، وتزين وتمايل وتغزل في نفسه، وإنه الوحيد الذي يمثل هذا الدور بكفاءة، وإنه أفضل وأقدر وأوسم شاب على وجه الأرض.في اليوم قبل الأخير من سفرته، أراد صاحبنا أن يبتعد عن روتين العمل بعد أن فرغ من طعامه، فغادر الفندق وتجول بمدينة الأحلام الخليجية، فذهب للسوق واشترى بعض الحاجيات، وبينما هو يعبر الشارع الكبير، ترنح توازنه، وتزلزل كيانه، فشعر إنه سيسقط أرضاً، حينها تمسك بالحاجز الحديدي وسط الرصيف، وعبر الشارع، وما إن خطا خطوات وسط الحديقة المبتلة بالماء والمكشوف طينها. سقط الطاووس وتلقى الطين بوجهه وكـفيه!نظر صاحبنا إلى نفسه بانكسار وسط الناس من حوله، وشعره الجميل قد تبعثر، وساعته الباهظة قد اختلط لمعانها بالطين، وحذاؤه الماروني قد أصبح كحذاء عمال مناجم الفحم ، فسأل نفسه والدموع تسيل على وجناته : كيف حصل هذا بثوان معدودة ؟ وكيف سقط هندامي الجميل وأصبحت أطلب الشفقة ؟ ياربي كيف ؟كان الطاووس المنكسر يسمع اختلاط أصوات المتجمهرين ، فاحتضن نفسه والتقط جواله ومحفظته وقنينة عطره ، فاستشعر الناس بضعفه، فرشفوه بالماء ومددوه على إحدى كراسي الحديقة ، ودقائق وإذا به يجد نفسه داخل سيارة الإسعاف وقد جردوه من بدلته ، وبقى عليه جزء من ملابسه، فأسعفوه بعد أن تبين أنه أجهد نفسه وأرهق روحه بالسهر وقلة النوم، فساعدوه بأن أوصلوه إلى مواقف الفندق الذي يقيم فيه بعد سؤاله، فوقف أمام ساحة الفندق بعد أن ترجل من الإسعاف، وبيده كيس يحوي بدلته مع أكوام الطين، فسأل نفسه كيف أدخل إلى غرفتي بهذا الشكل ؟ وبالصدفة ، وإذا بإحدى موظفي الاستقبال بالفندق الذي كان يعرفه قابله ولم يميزه، فقال له: لو سمحت ابتعد ! هذا مكان VIP ، فرفع الطاووس المسكين يديه إلى السماء وقال: يا إلهي ارحمني !