11 سبتمبر 2025
تسجيلالحياة السياسية لها مواصفات وخصائص وحدود دنيا من الشروط، إذا فقدتها لا يمكن أن توصف بالحياة ومن ثم تصبح كالخادم المطيع للسيد الديكتاتور، ونظام الفساد وما يجرى فى مصرنا هذه الأيام جعلنا نؤكد أن الحياة السياسية فى مصر قد ماتت وشبعت موتا بعد شهور قليلة بعد 3 يوليو ولم يعد هناك أمل فى إحيائها ولو بوضعها فى غرف للعناية المركزة ومهما ضخ في صدرها من أكسجين أو زودت بالدماء. فالسياسة والأحزاب وخاصة الانتخابات لا تعرف الحياة أو مجرد الوجود مع وجود الدبابات والمدرعات في الشوارع والميادين وبالقرب من مقار الأحزب.. ولا يمكن تصورها مع تلك التشريعات التي كممت الأفواه وقيدت كل نشاط معارض وصوبت فوهات البنادق نحو رؤوس المعارضين.. كما لا يمكن القبول بقواعدها التي وضعت بشكل واضح لعودة الحزب الوطني للبرلمان ومن ثمّ ليشكل الحكومة القادمة.. كما لا يقبل بها أي سياسي شريف وهو يرى آلاف الشباب يزج بهم في المعتقلات بلا أدنى جريمة بل وهو يرى الدماء تنزف في الشوارع والطرقات من جميع الطوائف والاتجاهات بسبب وبدون سبب.. إننا في الحقيقة أمام انتخابات برلمانية في أجواء معبأة بدخان القنابل وشوارع تسيل فيها الدماء وتفوح منها رائحة الموت.ولهذا فلا يزال الوطن الحبيب "مصر" ينادي كل القوى والحركات والأحزاب: أن تتخذ موقفا موحدا من انتخابات الدم وأن ترفض المشاركة في تشطيب أخطر وأسوأ بناء يمكن أن يعلو أرض مصر.. وقبل ذلك فإنه ينادي الشعب المصري كله أن يقاطع هذه الانتخابات التي لا يتصور عاقل أن تجلب خيرا لبلادنا أو أن تمكن لغير المفسدين والأشرار من مقابض الحكم ومفاتيح الثروات.