13 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر الفتية.. تنصف اللغة العربية "2-2"

13 فبراير 2012

ذكرت في المقالة السابقة أننا كنا في مصر ندرس العلوم جميعها بالعربية منذ عهد محمد علي حتى جاء الاحتلال البريطاني فأصدر قراراً عام 1889م، يرغمون فيه المصريين على أن يتعلموا الانجليزية، عوضاً عن العربية، ولذلك قاوم المصريون المخلصون هذا القرار الظالم، ولما تولى سعد زغلول نظارة (وزارة) المعارف 1906م، أصدر قرارا قوميا يلغي القرار الاستعماري السابق، ويقضي بتعريب التعليم، ولكن البريطانيين حاربوا تعريب التعليم العالي وأخرجوا سعداً من نظارة المعارف عندما لمسوا إصراره على تعريب التعليم، وظلت مصر تطالب بتعريب التعليم طوال القرن الماضي حتى الآن ولكن لا حياة لمن تنادي، وعندما صدر قرار قطر بتعريب التعليم في جامعة قطر – في 25/1/2012م، عيد الشباب في مصر – ازددت ابتهاجاً فوق ابتهاجي لهذا القرار الثوري الجرئ. قال صاحبي الشاب: كيف كان تعريب التعليم في قطر خطوة جريئة؟ قلت: للأسباب التالية: * إن التدريس بالعربية يعزز انتماءنا للإسلام، وأن العربية هي لغة ديننا الإسلامي الحنيف، فالدول تفخر بلغتها القومية، فاليابان متقدمة علميا بفضل ترجمة اللغات العربية إلى لغتها اليابانية اعزازا لها (وقد عز أقوام بعز لغات، كما قال الشاعر حافظ إبراهيم). * إن عدداً كثيراً من أولياء الأمور ابتهجوا بعد صدور القرار لأن فيه ضمانا لمستقبل أبنائهم، فقد كان أولياء الأمور ينفقون الكثير على تعليم أبنائهم حتى يتجاوزوا مرحلة التوفل والايلس والبرنامج التأسيسي من دروس خصوصية والتحاق ببعض المعاهد التي تدرس لهم الانجليزية فصدور هذا القرار أزاح عنهم هذا الهم فأبناؤهم يمكنهم وبكل سهولة دخول الجامعة فقط عندما يحصلون على النسبة التي تؤهلهم لدخول الجامعة. * إن عشرات الطلاب باتوا يفكرون بالرجوع لاستكمال تعليمهم الجامعي في جامعة قطر بعد انقطاع دام لسنوات كان سببه البرنامج التأسيسي الذي كان عقبة كؤودا أمام الطلاب ما جعلهم يفضلون البقاء في المنازل أو الانتقال إلى جامعات أخرى تكون قوانين التعليم فيها أسهل من قوانين جامعة قطر. * إن اعتبار العربية لغة الجامعة أمر يستحق الإشادة، خاصة أن عدداً كبيراً من الطلاب يعانون من عدم اعتماد العربية في جامعة قطر إضافة إلى أن التأسيسي كان يشكل صعوبة واجهت الكثير من الطلاب، كان من المفترض إصدار مثل هذا القرار منذ سنوات طويلة بسبب أن مئات الطلاب من مواطنين ومقيمين تضرروا كثيراً بسبب تأخر هذا القرار. * بعد إصدار هذا القرار سوف يشعر الكثير من الطلاب بالندم بسبب أنهم درسوا في كليات وتخصصات أخرى غير التي كانوا يتمنونها في السابق وكل ذلك كان تجنبا لبرنامج التأسيسي، حيث بات البعض يفكر بتكملة دراسته الجامعية في التخصص الذي تمناه في السابق بعيداً عن برنامج التأسيسي. فاصلة قصيرة.. قصة في صميم الموضوع حصل إبراهيم على شهادة الثانوية العامة بنسبة 77% وعلى الرغم من أن والده أنفق عليه مبالغ طائلة للدروس الخصوصية ومعاهد اللغات، إلا أن برنامج التأسيسي كان يشغل عقبة كؤودا في استمرار دراسته الجامعية، فقد فشل عامين متتاليين، وهجر الدراسة وهو مصمم على أن يجنب أخاه الخطأ الذي وقع فيه. عمل إبراهيم في وظيفة متواضعة بالثانوية كي يساعد والده في تعليم أخيه الأصغر، كما فعل أبوه معه، وفور نجاح أخيه الأصغر بتفوق في الثانوية نصحه الأب والأخ بالسفر إلى إحدى الدول العربية الشقيقة لاستكمال دراسته الجامعية، وخلال أربع سنوات ظفر بليسانس الحقوق بتفوق وعين في إحدى الوزارات بالدوحة، وكان أخوه الأكبر (إبراهيم) ضمن مرؤوسيه. قلت لإبراهيم: لو قدر لك الآن أن تدرس في الجامعة، ما الكلية التي تختارها؟ ولماذا؟ قال: اختار الدراسة في كلية التربية فعن طريقها سأتعرف على استراتيجيات التعليم والتي على ضوئها أوجه وأرشد أبنائي وأقاربي للطريق الصحيح، وبذلك أكون قد خدمت نفسي ووطني، وجدير بالملاحظة أنني قبل تجربتي مع التأسيسي كنت أرغب في دراسة للقانون وبعد التجربة أرغب التربية، والله من وراء القصد.