14 سبتمبر 2025
تسجيلإذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر هكذا ردد شباب تونس كلام أبو القاسم الشابي غداة الإطاحة بالديكتاتور زين العابدين بن علي. ومنذ حوالي 80 عاما قال أمير الشعراء أحمد شوقي مخاطبا الفرعون "تون عنخ آمون": قسما بمن يحي العظا م ولا أزيدك من يمين لو كان من سفر إيا بك أو فتح مبين أو كان بعثك من دبيـ ـب الروح أو نبض الوتين وطلعت من وادي الملو ك عليك غار الفاتحين لرأيت جيلا غير جيـ ـلك بالجبابر لا يدين ورأيت محكومين قد نصبوا وردوا الحاكمين وبعد مرور حوالي عشرين عاما من قصيدة شوقي قامت ثورة 23 يوليو وأطاحت بالملك فاروق وحاشيته. وها نحن بعد ستين عاما من ثورة يوليو، يطيح شباب "25 يناير" بالطاغية حسني مبارك، بعد ثلاثين عاما من الظلم والطغيان. كان هؤلاء الشباب مكتهلين في شبابهم.. وقد ظهر ذلك في مسلكهم وإصرارهم في إحقاق الحق وتصميمهم على صناعة الأمل، وبالتالي صناعة المستقبل، أصروا على معركة التغيير لتعقبها معركة التعمير، إن ما حدث من فرض إرادة الشباب، أظهرت أن الشعب كانت كلمته أقوى وأقدر من الحاكم، وحقق الشباب ما لم تحققه الأحزاب. إن ما حدث في مصر أصبح نقطة تحول للأمة بأسرها، لقد سمعت وشاهدت أغنيات كنا نرددها في الزمن الجميل مثل: وطني الأكبر، وبالأحضان، وأمجاد ياعرب أمجاد، كل هذا بمناسبة رحيل الطاغية مبارك. إن شباب "25 يناير" – كما يسميه الشيخ القرضاوي –كانوا يفترشون ويلتحفون السماء، وصبروا وصابروا وقاموا مظالم رجال الأمن الذين أطلقوا عليهم المساجين والبلطجية، وتلقوا بصدورهم رصاصات رجال الأمن والسلاح الأبيض من البلطجية. وعندما اختفى الأمن قام الشباب بحماية المنشآت والمرافق ومن بينها المتحف المصري بميدان التحرير، ونظم هؤلاء الشباب المرور عوضا عن رجال المرور وقام هؤلاء الشباب بالإعاشة والنظافة، وكان مثالا حيا للتعاون والإيثار، لقد دهمت سيارات الأمن الكثير منهم، وكانوا أثناء الصلاة تتدفق عليهم خراطيم المياه في برد يناير. والآن وبعد انتصار الشباب، أود أن أنصح شباب مصر والعرب أن يقبلوا على العلم بعد مرور الأزمة، فالعلم في الحرب سلاح الأعزل والعلم في السلم أعز مطلب: شباب مصر يا مناط الأمل تزودوا بالعلم للمستقبل فالعلم في الحرب سلاح الأعزل والعلم في السلم أعز مطلب وأوجه النداء وأقول: في مهرجان العلم يا مصر إطربي يا معقل العلم وحصن الادب يا مصر يا كنز سلوم العرب بشراك بالعهد الجديد الذهب بالعلم قد زينت ركن الهرم وانت مهد العلم منذ القدم أنت نشر الفن بين الأمم في كل مشرق وكل مغرب وهنيئاً لغزة بثورة مصر وهنيئاً لمصر لغزة الثائرة. وعاشت مصر حرة والسودان دامت أرض وادي النيل أمان اعملوا تنولوا واهتفوا وقولوا السودان لمصر ومصر للسودان واشكر كل الشكر قناة الجزيرة على دورها الفعال لنصرة الحق، وبالله التوفيق.