14 سبتمبر 2025
تسجيلفي زمن قياسي تربعت «الدوحة» فوق منصة الوساطات الدولية، وأصبحت وجهتها الموثوقة والفاعلة دون منازع، وحجزت السياسة الخارجية القطرية مكانتها المرموقة بين الدول بفضل سياستها الخارجية المتوازنة وعلاقاتها المتميزة مع العديد من دول العالم في سعيها لتعزيز الأمن والسلام الإقليمي والدولي، تمثل بنجاحها في أكثر من وساطة حولت فيها النزاعات والخلافات إلى فرص ممكنة في خدمة الإنسانية والعالم. آخر تلك الإنجازات كانت نجاح جهود وساطتها بين الولايات المتحدة الأمريكية، وجمهورية فنزويلا البوليفارية في تبادل عدد من السجناء، وهي خطوة تأتي كجزء من وساطة شاملة تقودها قطر لمعالجة القضايا العالقة بين واشنطن وكراكاس. الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي أكد أن نجاح دولة قطر في الوساطة بين واشنطن وكاراكاس يؤكد على الدور الكبير والبارز لدبلوماسيتها وثقة المجتمع الدولي فيها. المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن لـ PBS قال: لا نستطيع أحيانا دخول مفاوضات وقطر تمكنت من توظيف وزنها في المنطقة. تتمتع «الدوحة» بسجل حافل من الإنجازات على هذا الصعيد فكان دورها المحوري في اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة بين إسرائيل وحماس، والاتفاق التاريخي بين الولايات المتحدة الأمريكية وطالبان في أفغانستان، وجهودها بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، واتفاقيات السلام والمصالحة في لبنان والسودان وتشاد. وزير خارجية لبنان الأسبق د. عدنان منصور وفي اتصال خاص قال: «عندما تدخل دولة بعملية الوساطة بين دولتين أو هيئتين أو جهتين فهذا يعطيها أهمية بأنها مصدر ثقة للأطراف المتنازعة وعندما تقوم أية دولة بهذا الدور فإنه يعطيها معنويات عالية بين الدول الأخرى وأن هذه الدولة التي تكتسب الصدقية والثقة من قبل أطراف متنازعة وينظر لها فيما بعد أنها فعلاً بإمكانها أن تقوم بأي عمل مستقبلي تجاه دول يوجد خلاف أو صراع فيما بينها وهذا شيء يعطيها أكثر فأكثر أهمية في العالم، اليوم فيما يتعلق بقطر ما يميز الوساطات القطرية عن غيرها هو أن الوسيط الدولي عادة عندما يقوم بوساطة بين أطراف من المفروض أن يكون لديه علاقات جيدة مع الأطراف لأنه لا يمكن أن يكون الوسيط منحازا أو طرفا مع جهة ضد جهة وهنا يجب أن يتحلى بالصدقية والثقة والحياد تجاه الأطراف المتنازعة ولهذا السبب عندما تقوم قطر بدور الوسيط ما بين إسرائيل وحماس أو الجهة الفلسطينية المعنية لا شك أن لها علاقات مع إسرائيل وعلاقات جيدة مع حماس وهذا يخولها أن تقوم بعملية الوساطة أو أحياناً تطلب الدول من قطر التوسط بحل النزاعات والوساطة القطرية فاعلة على الأرض فيما يتعلق بالهدن الإنسانية وتبادل الأسرى والمختطفين هذا شيء يعزز من الموقف القطري، اليوم قطر على تواصل مع حماس وعلاقتهما جيدة وهذا الدور أعطى قطر مكانة مرموقة في المجتمع الدولي. سفير لبنان السابق في كندا، والخبير بالشؤون الأمريكية السفير مسعود المعلوف وبتصريح خاص أكد أنه «في أجواء الحروب والنزاعات، حيث يتخذ المتحاربون مواقف ويعلنون أهدافاً قد يصعب تحقيقها، لا بد أن يتدخل فريق أو أكثر من خارج النزاع للسعي إلى القيام بوساطة تسهّل على الأفرقاء المتخاصمين الوصول إلى حل، بحيث يحقق كل فريق قسماً من أهدافه المعلنة، وبالنسبة إلى ما تقوم به قطر، لقد أصبح لهذه الدولة مصداقية كبرى للتدخل مع الأفرقاء الثلاثة المعنيين بحرب إسرائيل على غزة للأسباب التالية: مع الولايات المتحدة، لعبت دورا كبيرا عند الانسحاب الأمريكي من أفغانستان حيث استقبلت الأمريكيين الخارجين من أفغانستان، ذلك أنه سبق لقطر، أيام الرئيس السابق ترامب، أن استضافت مفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان حيث تم التوصل إلى نوع من الاتفاق.