11 سبتمبر 2025

تسجيل

برامج التباعد الاجتماعي بين الواقع والتطبيق

13 يناير 2024

في عصر برامج التواصل، أصبح العالم كأنهم في غرفة واحدة، فاخترع الواتساب، والسناب شات، والتوكتوك، والانستغرام، والإكس (تويتر) وغيرها، وسميت بوسائل التواصل الاجتماعي. والمعروف أن لكل شيء يخترع محاسنه ومساوئه، فهي كمثل غيرها سلاح ذو حدين. من محاسنها: • أن العالم أصبح قرية صغيره تطل أنت عليها من نافذة هذه البرامج، وتتواصل مع الجميع وتشاركهم أفراحهم وأحزانهم. وتأتيك الأخبار في وقتها. وتشارك أنت بما عندك من أخبار، وصور، ومقاطع، وفيديوهات. • سخر كثير من الشباب هذه البرامج فيما هو فيه خير وصلاح انفسهم وأبدعوا في ذلك. وبعضهم يعطي دروسا في مجال التجارة الإلكترونية، وفي مجال طرق التسويق، وكيفية النجاح في إنشاء تجارة وغير ذلك. • البعض يستخدمها في تطوير الذات وزيادة إنتاجيته في التجارة أو زيادة مصادر دخلهم. ومنهم من أصبح كاتبا، أو مؤلفا، أو شاعرا، أو ناقدا، أو مدربا، أو طباخا، أو رساما. • أصبحت بعض هذه البرامج منبرا، فأصبح البعض يستخدمها لقول الحق والدفاع عن دينه ووطنه وشعبه. • اعتمدها الكثير في البيع والشراء، وتم إيجاد سوق إلكتروني معك في جوالك. من مساوئها • أنها تكشف للعالم ما تقوم به أنت من أعمال أو تصرفات فلم يعد لديك أي خصوصية. • استخدمها البعض في الشر والتدليس والكذب وقلب الحقائق، • أخرجت لنا بعض الناس يدعون الفهامة في الطب، فيعطون وصفات علاجية لمرض السكر، والضغط، وفي مجال التجميل والنحافة، والسمنة، والإنجاب، ممن يتعلم الحلاقة في رؤوس القرعان. • إدمان الناس على هذه البرامج فأحدهم لا يرفع رأسه عن جواله وهو يسير. • مجالسنا اليوم فقدت حديث الماضي الذي ينقله لنا كبار السن من سالفة وقصيدة. مجالسنا أصبحت صامتة، مجموعة من الناس تجتمع لكي تنشغل في جوالاتها. •بعض الأمهات يعطين أطفالهن الجوال والآيباد حتى يفتككن من صياحهم أو من إزعاجهم. • إدمان الناس على هذه البرامج أثناء قيادة السيارة وكثرة الحوادث والإصابات الخطيرة والموت، بسبب انشغالهم وعدم الانتباه، فهو يقود جوال ويجلس في سيارة. • خرج جيل من الشباب والبنات يسمونهم مؤثرين والفاشنيستا، وصارت حياتهم تدور في فلك ما يقومون به في كل لحظة. يسميهم أهل العلم والعقال واهل الرأي بالتوافه، يفعلون كل شيء تافه من اجل إخراج أي محتوى، وبعض النساء من هؤلاء تفعل ما تريد بدون حياء من الله أو احترام لأخلاقيات مجتمعاتنا. واستغلوهم أصحاب الشهوات والمصالح الفاسدة والمشبوهة لتحقيق أهداف معينة. فانتهى ببعضهم في السجون. • من مفاسدها استخدامها في إفساد الدين والعقول والأبدان. • استغلال الأطفال لكسب المشاهدة وزيادة عدد المتابعين. وهذا أسواء وأشنع استغلال، ويجب أن يجرم ويعاقب صاحبه لما فيه من استغلال براءة الأطفال في تحقيق أهداف وأطماع هزيلة. فيجب أن ننتبه لذلك وأن نربي أبناءنا على استخدام هذه الوسائل بشكل صحيح. واقترح: تدريس مادة (تؤلف وتكتب من قبل أخصائيين) ولنسميها مثلا (وسائل التواصل الاجتماعي بين الإدمان العقلي والتدمير الأخلاقي) أو أي اسم آخر ويدرسها مختصون في علم النفس والاجتماع وشرح مدى تأثيرها على جيل الشباب. وقبل ذلك كله ربطهم بتعاليم الدين، وتقوية عقيدتهم، وفهم الفرق بين الحرام والحلال. واقترح تشكيل لجنة من المختصين من إدارة المرور، ومؤسسة حمد الطبية، ووزارة الشؤون الإسلامية، ووزارة التعليم، يقومون بزيارات مستمرة لجميع المدارس (أولاد وبنات) وعرض محتويات تبين خطورة استخدام الجوال أثناء القيادة، وما تسببه هذه البرامج من أمراض نفسية وصحية، وموقف الشرع من استخدامها فيما يغضب الله.