10 سبتمبر 2025
تسجيلمن أراد أن يُحيي قلبه ومشاعره فعليه أن يقرأ!. ومن أراد أن ينمّي عقله وفكره فعليه أن يلحق بركاب أهل القراءة!. ومن أراد أن يصقل مهاراته ويجددها فعليه أن يستمتع بالقراءة!. ومن أراد أن يأتي بجديد فعليه أن يقرأ!. فكم في قراءة كتاب من صداقة ومتعة؟!. وكم في صحبة كتاب من بهجة وراحة وأنس؟! وكم في القراءة من فوائد وذخائر؟!. يقول الجاحظ رحمه الله» الكتاب هو الجليس الذي لا يُطريك، والصديق الذي لا يُغريك، والرفيق الذي لا يَمَلّك،..». فهي-أي القراءة- تُنبئ وتُخبر عن المستوى الحضاري والثقافي الصحيح للمجتمعات ورقيها وقوتها. ومن تكون له مع الكتاب علاقة وثيقة، فإنه يحمل رحلة إيجابية ممتعة معه. وجاء عن الخطيب الروماني الشهير شيشرون في وصفه لأهمية الكتاب «بيت من غير كتب كجسم من غير روح». يقول الأستاذ والمفكر مصطفى محمود رحمه الله في كتابه الماتع: هل هو عصر الجنون؟ « الكتاب الجيد يحرر الإنسان الذي يقرأه.. أما التلفزيون يقيد الإنسان الذي يشاهده.. يعتقل جوارحه ويعتقل خياله ويقيد يديه ورجليه»، فما عساه أن يقول رحمه الله عن عصرنا هذا وما تحمله هواتفنا النقالة من منصات التواصل التي لا تكاد الأيدي بأناملها أن تتوقف عنه ليل نهار، عطلت المشاعر وقيدت الأيدي والعين، فما عاد للقراءة لها أهل، ولا الكتاب له صاحب-لا نعمم- ولكن هذا هو الواقع!. شغلتنا مطاردة التوافه عن القراءة فأعرضتنا عنها. جاء عن الإمام الفيروز آبادي رحمه الله أنه « كان لا يسافر إلاّ وفي صحبته عدة أحمال من الكتب...». فما حالنا اليوم- ولا نعمم- يسافر أحدنا حتى كتاب واحد لا يصحبه في سفره! عجيب أمرنا. فها نحن اليوم مع افتتاح معرض الدوحة للكتاب في نسخته (31) «العلمُ نور»، وليكن لنا موعد لزيارته واقتناء كل ما هو مفيد من الكتب، فالقراءة وصحبة كتاب هي الاستثمار الجميل لأوقات الفراغ وما أكثر الفراغ في حياتنا!. والإنسان الواعي المدرك هو الذي يخصص من وقته ولو يسيراً لمعانقة ومجالسة كتاب، وكما قال عباس العقاد رحمه الله « يقول لك المرشدون اقرأ ما ينفعك. ولكني أقول: بل انتفع بما تقرأ». وما يخلو كتاب من فائدة!. وللإمام ابن الجوزي رحمه الله توجيه وإرشاد عملي جميل وهو» ليكن لك مكان في بيتك تخلو فيه، وتحادث سطور كتبك..». «ومضة» «ومن لك بمؤنس لا ينام إلّا بنومك ولا ينطق إلاّ بما تهوى، آمن من في الأرض، وأكتم للسر من صاحب السر، وأحفظ للوديعة من أرباب الوديعة، ولا أعلم جاراً آمن». إنه الكتاب!. [email protected]