11 سبتمبر 2025
تسجيلفي جلسة مع الصديق حسن حاموش، ومع أقداح الشاي واصدقائه من لبنان من أدباء وصحفيين وشاعرات تطرق الحديث عن بيروت وعن الغناء في عصر فيروز، تذكرت مقولة الموسيقار محمد عبدالوهاب عندما سأل عن بعض الاصوات النسوية، وكعادته وعبر الدبلوماسية اعطى كل فنانة ما تستحق من الاشادة. وعندما سأل عن فيروز، قال "إنها ملاك!" بيروت وذلك الزمن الجميل. جيل من المبدعين، هنا وديع الصافي، نصري شمس الدين، صباح، نور الهدي، الأخوان رحباني، فليمون وهبي، وعشرات الاسماء. صمت الاستاذ والصديق حسن حاموش ثم قال: ايها الاصدقاء، ألا يكفي اننا عشنا في زمن وعصر فيروز؟! وكما قالت الاخت الشاعرة صديقتي، ان فيروز هبة السماء ليس لبيروت بل لنا كلنا، مع اشراقة الصباح تصدح عبر كل المحطات، وتنقلنا عبر الأمل والحب عبر مفردات صاغها عباقرة الكلمة واللحن، فيروز عبر مراحل حياتها ايها الصحب هي تشكيلة من العباقرة، بدءاً بحليم الرومي وصولاً إلى زياد الرحباني. فيروز هي الانتقال المكاني والزماني، فيروز والأخوان فليفل، والمعهد الموسيقي. هنا تدخلت صديقة بو كريم وقالت: ولكن هناك أصواتا اخرى، هل ننسى مثلاً نور الهدى؟! هل ننسى صباح "بثراء تجربتها"؟! هل ننسى كل الاصوات مثل مرحلة سميرة توفيق؟. احتد الزميل بو كريم وقال: لا تقارن فيروز بأي صوت آخر لأنها عالم متفرد، هي الاصالة والمعاصرة واضافة جديدة في الموسيقى العربية، وهي من ترنمت بمفردات وأغان تعتبر بكل المقاييس نقلة نوعية في مسارنا الغنائي العربي. من من المطربات قدمت هذا الكم من الاوبريتات والمسرحيات الغنائية؟ عندما اسمعها وهي تغني "دخلك يا طير الور وار".. أتساءل هل هناك اغنية عن الطير؟. قد تقولون: نعم، هناك صاحبة أحلى واعذب الاصوات اسمهان عبر رائعة "يا طيور"، اقول نعم، ولكن هل هناك من ترنمت مثلها وغنت لمكة "غنيت مكة"؟ هل هناك من ترنمت بالموشحات مثلها أو ترنمت للعديد من المدن عبر خريطة الوطن العربي؟ ومع ذلك لم تغن للافراد.. لماذا ؟ لأن الأوطان باقية والاشخاص زائلون! ثم هل هناك من سجلت حضورها عبر كلمات خارج مفردات شعراء وطنها لبنان سوى فيروز عبر رائعة مرسي جميل عزيز الشاعر المصري ولحن الموسيقار عبدالوهاب "سوف أحيا"؟! هنا عبرت صديقة بو كريم عن اعجابها بهذه المعلومات، وقالت: لأول مرة أعرف أن هذه الاغنية من رصيدها الغنائي انتاج مصري صرف، تنهد الصديق حسن حاموش ثم اردف قائلاً: سألتك حبيبي لوين رايحين، فردت الصديقة قائلة يا بوكريم "زورونا كل سنة مرة.. حرام تنسوني بالمرة". هنا ضحك الصحب الجميل، كانت بحق امسية اعادت للذاكرة ايام الطرب الاصيل، عبر محطات غلفت واقع كل العواصم، ذلك ان الجزء الأهم في تلك الفترة أنها قد حافظت على الركن الأهم من الاغنية العربية كما قال عبدالوهاب "الاذن" وكان هذا قبل شعبان عبدالرحيم وشاكوش وهيفاء و.. و.. وسلامتكم. [email protected]