26 أكتوبر 2025

تسجيل

العالم الإسلامي يتخلف مجددًا عن ركب ثورة جديدة

13 يناير 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أتمنى لو أننا قادرون على تنبيه الجميع لدرجة إثارة الخوف بداخلهم. أتمنى لو أن رؤساء الدول، والمسؤولين، وسائقي سيارات الأجرة، والطلاب، والشرائح الاجتماعية كافة، يتكلمون في هذه القضايا.وأتمنى لو أن المحطات التلفزيونية، والصحف، والإذاعة، والمواقع الإلكترونية، تنشر كل يوم، كل يومٍ مواضيع وبرامج تهدف لتحذير أفراد المجتمع، وتوعيتهم، وجذب انتباههم.أتمنى لو يتم تدريس هذه القضايا والمواضيع في المدارس، من الصف الأول الابتدائي حتى المرحلة الجامعية، ويتم الحديث فيها وتعليمها وتربية الأطفال في ظلها.أتمنى لو يضع العالم الإسلامي جميع النقاشات جانبًا، ويصب تركيزه على هذه القضايا فقط. البشرية على مفترق طرق جديد: الثورة الرقميةما أريد قوله في هذا الموضوع الذي يشغل بالي منذ ما يقرب من عام، هو ما يلي:العالم يشهد ولادة ثورة جديدة، ونحن منشغلون وبعيدون عنها مرة أخرى. في مكان ما، هنالك عالم يتكون من جديد، ونحن لسنا موجودون داخله مرة أخرى. أحد ما، يقوم بثورة من شأنها التأثير على مستقبل البشرية، وأطفالنا، وأحفادنا، والأجيال القادمة، ونحن بعيدون عن قلب تلك الثورة. نعيش في أيامنا هذه بمعزل عن الثورة الجديدة، كما عاش العالم الإسلامي بمعزل عن الثورة الصناعية خلال القرن التاسع عشر. الثورة التي نعيش بمعزل عن تطوراتها تدعى "الثورة الرقمية".إن اكتشاف البشرية للنار، والعجلة، والكتابة، والورق، والرقم "صفر"، والثورة الصناعية، ستكون أحداثًا لا تمتلك أهمية كبيرة مقارنة بما يشهده العالم من تغيرات في ظل "الثورة الرقمية". العالم يتغير بسرعة مذهلة، ويشهد منعطفات وتحولات مفصلية. تخيلوا أن الهواتف النقالة والحواسيب التي تم صناعتها قبل 10 أعوام فقط باتت تعرض في المتاحف. كل شيء يتطور بسرعة كبيرة. ونحن حاليًا في خضم هذا التغيير والتحول. ونحن، في العالم الإسلامي كله، باستثناء عدد قليل من البلدان الآسيوية، نعيش خارج عالم "الثورة الرقمية"، نعيش بمعزل عن هذه الثورة حتى أن مسألة تضييق الهوة الحضارية بيننا وبين الحضارة الغربية باتت تشكل ضربًا من ضروب الخيال. نعم.. البشرية تقف على مفترق طرق مفصلي ومهم، ونحن نعيش بعيدين جدًا عن أعتابه. أصبحنا عبيدًا للهاتف المحمولستقوم الأجيال القادمة في القرون القادمة بانتقادنا، تمامًا كما انتقدنا نحن علماء ومثقفي وضباط وسياسيي ومجتمع العهد العثماني، لتخلفه عن ركب الثورة الصناعية. عندما قامت الثورة الصناعية، لم يدرك أبناء ذلك العصر قيمتها وأهمية تحقيقها، ولما فهموا أهميتها كان الوقت قد فات، واليوم نحن في العالم الإسلامي نعيش الحالة نفسها، حيال "الثورة الرقمية"، وهذا هو سبب تخلفنا. هل تعرفون لماذا ينبغي علينا أن نصاب بالذعر؟لأن غيابنا عن ركب الثورة الصناعية كلفنا قرنًا كاملًا من الزمن، ومع ذلك، بقينا على قيد الحياة، ولم تدمر حضارتنا بشكل تام، وتمكننا خلال السنوات الأخيرة من تحقيق نزرٍ يسيرٍ من التحول الصناعي، ومواكبة الثورة الصناعية بالحد الأدنى. أما الثورة الرقمية، فهي شيء مختلف تمامًا، تتطور بسرعة لا تصدق. وتلقي بظلال تأثيراتها، وسرعة انتشارها، وتحولها، بشكل مدهشٍ للغاية. إذا تخلفنا عن ركب هذه الثورة أيضًا، فسيصبح حلم تضييق الهوة الحضارية بيننا وبين الغرب، ضربًا من الخيال، وسيصبح أحفادنا عبارة عن عبيد للهاتف المحمول، وسينسون تمامًا خصائصهم الحضارية، لذلك كله ينبغي علينا أن نشعر بالخوف على مستقبلنا وموروثنا الحضاري. صواريخ من اسطوانات غاز الطهي في مواجهة تقنية النانو للروبوتاتما هو الفرق الموجود بيننا؟لقد تمكن الغرب من تطوير تقنية النانو، بحيث استطاع صناعة روبوتات قادرة على التحرك في أوردة أجسامنا، والدخول إلى أدمغتنا، ومعالجة الشرايين المتصلبة، في الوقت الذي نستطيع نحن مشاهدة جميع تلك العمليات عبر البث المباشر. إذن، ماذا يفعل العالم الإسلامي؟ يقوم بتحويل اسطوانات غاز الطهي لقنابل وصواريخ، لنقتل بها بعضنا، المسلمون في سوريا والعراق وأفغانستان يذبحون بعضهم بأكثر الطرق بدائية. هذا هو الفارق الموجود بيننا.علينا أن نمنع استمرار ذلك، وعلى رؤساء دولنا، ومسؤولينا، ورجال أعمالنا، التعامل مع هذه القضايا.أتمنى لو يهتم الجميع بهذه القضايا ويشعر بالخوف على مستقبلنا الذي يكتنفه الغموض.