19 سبتمبر 2025
تسجيلبالأمس تحدثنا عن خطابات التعايش مع الغرب التي تُطرح بين الحين والآخر من المعسكرين، المسلم وغير المسلم الذي يجمع النصراني واليهودي معاً، رغم عمق الاختلاف بينهما، وقلنا بأن الأمر شديد الصعوبة في التطبيق نظراً لاختلاف عميق وهائل بين المعسكرين في العقائد وكذلك الثقافات.المسألة إذن دين وعقيدة ومفهوم لا يمكن تغييره، مهما حاول أصحاب خطابات التعايش من الطرفين الترويج الى غير ذلك. هناك عدم رغبة من المعسكر الغربي في الاقتناع بهذا الدين مهما كانت مبادؤه وتعاليمه سمحة وعادلة وواضحة، فتلك هي العلة الأصيلة كما يقول سيد قطب في تفسيره للقرآن، إذ "ليس الذي ينقصهم هو البرهان؛ وليس الذي ينقصهم هو الاقتناع بأنك على الحق، وأن الذي جاءك من ربك الحق. ولو قدمت إليهم ما قدمت، ولو توددت إليهم ما توددت. لن يرضيهم من هذا كله شيء، إلا أن تتبع ملتهم وتترك ما معك من الحق.. ويواصل صاحب تفسير الظلال شرح الآية يقول: إن العقدة الدائمة التي نرى مصداقها في كل زمان ومكان. إنها هي العقيدة. هذه حقيقة المعركة التي يشنها اليهود والنصارى في كل أرض وفي كل وقت ضد الجماعة المسلمة.. إنها معركة العقيدة، هي المشبوبة بين المعسكر الإسلامي وهذين المعسكرين اللذين قد يتخاصمان فيما بينهما؛ وقد تتخاصم شيع الملة الواحدة فيما بينها، ولكنها تلتقي دائما في المعركة ضد الإسلام والمسلمين".حتى نفهم إذن الغرب وعلاقته مع الأمة المسلمة على اختلاف وتنوع أفكارها وثقافاتها، لابد لنا من مرجع متين واضح قوي نستند إليه في فهم العلاقات مع المعسكر الغربي أو النصراني اليهودي إن صح التعبير، وهذه الآية واحدة من الأساسات العظيمة في القرآن في مسألة العلاقات مع الغير، والخالق جل وعلا ما أنزلها على رسوله إلا لتكون الصورة واضحة له ولأمته الى قيام الساعة. ومن أراد الاستزادة في الشرح، فالمكتبة الإسلامية ثرية، وظني أن الحاجة باتت ماسة الى هذا الفهم من واقع أحداث اليوم.