14 سبتمبر 2025
تسجيللا أحد ينكر أن هناك تأثيرا شديدا للآلة الإعلامية على مختلف الفئات العمرية للبشر بشكل عام وعلى مستوى ثقافاتهم وعقلياتهم وذلك في كل جوانب الحياة كبيرة كانت أم صغيرة وتافهة ولكن نتوقف عند فئة هي من أشد الفئات أهمية في المجتمع إذ هي النواة التي تشكل ثقافة المجتمع وفكره إن الطفولة مرحلة مهمة من مراحل الحياة ولاسيَّما في مجتمعات خصبة كمجتمعاتنا.وإعلام الطفل من أهم أنواع الإعلام وأشدها خطورة، فالطفل عالم قابل للتشكيل بحسب الرغبات والأهداف المقصودة، وأنه رهان كبير على المستقبل والحاضر، إذ بامتلاكه والسيطرة على وعيه والتحكم في ميوله يمكن امتلاك المستقبل والسيطرة عليه، الطفل هو الأساس وهو المستقبل وهو الغد القادم، وما يرسم هذا الغد هو نوعية التربية والتلقين الإعلامي التي نقدمها لهذا الطفل في الحاضر ولكن للأسف قليلون من يدرسون الجوانب الإعلامية لأي عمل إعلامي يقدم للطفل في فضائياتنا بشكل خاص إذ تركز الأعمال الموجهة للطفل على الأغنية وترجمة الرسوم المتحركة بغض النظر عما تحمله من ثقافات وعادات دخيلة متجاهلين البرامج التي بإمكانها أن تقدم مادة دسمة علمية وثقافية للطفل من خلال فريق عمل متكامل تحرص على تنمية الحس الجمالي لدى الأطفال: إذ تُعطي الطفل إحساساً باللون والشكل والإيقاع الصوتي الجميل وتناسق الحركة وملائمة أجزاء الصورة بعضها لبعض.يذكر العلماء والتربويون الحاجات الأساسية للطفل وهي: (الحاجة إلى الغذاء. والحاجة إلى الأمن. والحاجة إلى المغامرة والخيال. والحاجة إلى الجمال. والحاجة إلى المعرفة) والإعلام الهادف للطفل يستطيع أن يلبي الثلاث حاجات الأخيرة.حيث إن عليه الحرص على تنمية الخيال بأنواعه: القصصي والدرامي، والخروج عن الواقع إلى شخصيات لا نجدها في عالمنا أن الخيال حاجة أساسية من حاجات الأطفال بشرط أن يحمل القيم والمبادئ ويغرس الفضيلة والجمال والمثالية كما كان إعلام الطفل منذ زمن بعيد، إن الخيال الذي يصادفه الطفل في الإعلام سواء البرامج أو الأعمال الدرامية أو المسرح هو الذي يعطي الطفل الرؤيا البعيدة المدى. وهو الذي يجعله يحلل ما يدور حوله من أحداث ومواقف. ويفعل عمليات التفكير العليا لديه. كالاستدلال والمقارنة والاستنتاج والتحليل والتركيب مما نفتقده في المدارس غالباً كل ما أتمناه أن نتوقف للحظة لنحكم على أنفسنا هل ينعم أطفالنا برعاية إعلامية متكاملة؟ السؤال للجميع. الصحافة. المسرح. وكل الجهات بمختلف توجهاتها الإعلامية.