11 سبتمبر 2025
تسجيلفي مقال الأسبوع الماضي تحدثت عن "التعيينات وشبابنا ومجلس الشورى"، وتناولت العديد من النقاط الأساسية في موضوع "التعيينات"، التقطير ودور الجهات المختصة وأهمية المعرض المهني ودلالاته على اهتمام الدولة بتوظيف الشباب، وأشرت إلى بعض الوظائف كالسكرتارية ومشرفات باصات المدارس وعمال بدالات المؤسسات، وكيف اقتصرت عملية التوظيف في هذه الوظائف على جنسيات عربية وآسيوية فقط، وأوضحت أن بعض المؤسسات تتحجج برفض الشباب القطري العمل في هذه الوظائف، وخاطبت شبابنا وخاصة أصحاب الثانوية العامة وما أدناها بقبول العمل في مثل هذه الوظائف والمشاركة في بناء مؤسسات الوطن وعدم انتظارهم فرصة أخرى دون خدمة أنفسهم وخدمة مجتمعهم، وطلبت من كافة المؤسسات في القطاعين، الحكومي والخاص، "الاستعانة" بشبابنا في مثل هذه الوظائف، ودعوت مجلس الشورى إلى تبني قضية التوظيف في هذه الوظائف، كما دعوت مؤسسات المجتمع المدني بضرورة العمل على "توعية" الشباب بأهمية هذه النوعية من الوظائف وما "أدناها" وتحفيزهم على العمل فيها.في مقال هذا الأسبوع أتحدث عن "التعيينات" وحجم الإقبال على العمل في القطاع الحكومي "دون غيره"، وفي استطلاع أجراه "بيت كوم"، أحد أكبر مواقع التوظيف في الشرق الأوسط، بالتعاون مع YOUGOV حول " أفضل مجالات العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، وقبل البدء في تناول نتائج هذا الاستطلاع يجب التأكيد على أن الاستطلاع أكد على أن بيئة العمل في قطر "بيئة سعيدة"، وأوضحت نتائجه أن 66 % يؤكدون أن أفضل رواتب يحصل عليها العاملون في قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات، وأن أفضل الوظائف التي تحقق التوازن بين العمل والحياة في القطاع الحكومي بنسبة 45 %، تليها قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات بنسبة 42%، ثم البنوك بنسبة 23%، كما أكدت النتائج أن النسبة الكبرى تعتبر العمل بالحكومة هي الفرصة الأفضل، وذلك بنسبة 67 % من المشاركين في قطر، وبعيداً عن نسب نتائج هذا الاستطلاع وهي كثيرة ومنها على سبيل المثال، "تغيير" ربع المشاركين في الاستطلاع "قطاع عملهم" ونسبتهم 24%، وذلك في الـعامين الأخيرين فقط، وتفكير نسبة 48% في تغيير قطاع عملهم في السنوات المقبلة، ولكن ما يهم في النهاية هو النسبة التي تؤكد على أن الغالبية يفضلون العمل في الحكومة وهي نسبة 67 % من المشاركين.من هنا أؤكد من جديد على أهمية وضرورة تضافر الجهود والعمل على "تحفيز الشباب" من الجنسين للالتحاق بالعمل في مختلف القطاعات والوظائف، وعلى القطاع الخاص "جذب" الشباب للعمل فيه و"تغيير" وجهة العمل بالنسبة لغالبيتهم، حيث قد يفضل أغلبهم انتظار فرصة عمل في الحكومة ولو تطلب هذا منهم "البقاء" في بيوتهم، متجاهلين العمل في القطاع الخاص رغم ما يمثله هذا القطاع من أهمية في اقتصاد البلدان، من هنا يتوجب تضافر الجهود وخاصة من قبل القطاع الخاص، ذلك القطاع الذي يتوجب عليه أن يكون منافساً قوياً للقطاع الحكومي وخاصة فيما يتعلق بالرواتب وهي أحد أهم أسباب إقبال المواطنين والمواطنات على العمل بالقطاع الحكومي، كما أناشد الشباب العمل على قبول أي وظيفة وعدم انتظار الوظيفة الحكومية في البيوت، وليكن "تغييرهم" قطاع عملهم في حال حصولهم على فرصة أفضل، والله من وراء القصد.