15 سبتمبر 2025

تسجيل

مبروك شورى المرأة السعودية وعقبال المزيد

13 يناير 2013

سرت طرفة في الوسط السعودي يوم الجمعة الماضي مفادها أن معظم نساء البلاد قد عطلن مهمتهن في المطابخ ظهر الجمعة وطلبن الغداء لبيوتهن من المطاعم وذلك تفرغاً لمتابعة الأوامر الملكية التي أعلنت بعد صلاة الجمعة مباشرة بشأن إعادة تشكيل أعضاء مجلس الشورى لفترة أربع سنوات قادمة وتعيين خُمس العدد من السيدات لأول مرة في تاريخ المملكة. فكل سيدة سعودية كانت تنتظر اسمها بين السيدات الثلاثين المعينات، خاصة وهن يعلمن بمزايا تعيينات الشورى ومعنوياتها باعتبار دخول المرأة في الدورة القادمة يعد بادرة جديدة وتحولاً في مسيرة المشاركة الوطنية وهي أيضاً نتاج تقدير كبير من القيادة السعودية للمرأة في هذه المرحلة بعد أن تأهلت بكل مقومات العمل والمشاركة في صياغة مستقبل البلاد، فغدا لهن الآن حضور مؤثر ومكثف في مختلف مجالات الحياة في مجتمع سمته الأبرز هي المحافظة ولا يزال يلتزم بالتقييد في بعض ممارسات المرأة ومشاركاتها خاصة قيادة السيارات والاختلاط في الأماكن العامة وتحديد مهن العمل لهن وفقاً لموروث المجتمع وثقافته الفكرية الملتزمة.وحقيقة كان يوم الجمعة الماضي يوماً استثنائياً في تاريخ الدولة، وكذلك المرأة السعودية، فقد حظيت بجملة هذه الحقوق والحضور المميز تحت قبة الشورى هكذا تلقائياً تقديراً من القيادة ودونما إلحاح أو مواجهات مثلما يظهر في مجال قيادة السيارات التي يكثر الحديث حولها وتتجدد محاولات فرضها أمام الواقع من بعض السيدات كما فعلت نساء الرياض إبان حرب تحرير الكويت في العام 1991م واللاتي خرجن دونما تقدير للظروف المحيطة وتوقيتها للمطالبة بالقيادة وكذلك محاولة الناشطة منال الشريف التي مشطت شوارع مدينة الخبر شرق السعودية بسيارتها مع زميلتها وجيهة الحويدر دونما رخصة قيادة أو إذن داعيتين النساء بأسلوب تحريضي للخروج بسياراتهن، وهو ما عد خروجاً على المألوف واستهجاناً بالأنظمة ومحاولة لفرض حالات غير مقبولة عند عموم المجتمع لمجرد إحراج الدولة وبيان نقص حقوق المرأة، وهو أيضاً ما يلقى صدى إعلامياً عالمياً وتتخذه بعض الجهات مشجباً للنيل السلبي من السعودية حكومة وشعباً. بيد أن قرار دخول المرأة لمجلس الشورى والذي بشر به خادم الحرمين منذ فترة يعد رداً صارخاً على هواة الهرج والتعليق على المجريات بسوداوية مطلقة وروح متحفزة فقط للنقد دونما حيادية أو تعاط متوازن في استقراء مسير المجتمع وتطور نموه في مختلف المجالات وفقاً للضرورات والإمكانات والتهيئة الثقافية العامة. فقط كان هناك فريق استحب القفز على الواقع وفرض توجهات عجلى وغير متناسقة مع مسير البلاد وثقافة مكونها العام. أيضاً كان قرار خادم الحرمين الشريفين بشأن تنظيم دخول المرأة لمجلس الشورى يسترعي الضوابط الشرعية في كل جوانبه. كما أن المعينات من خلال استقراء أسمائهن قد اخترن بعناية فائقة تغطي مجمل خارطة البلاد وعموم مكونها وأطيافها وتسترعي أيضاً شخصية الأخوات المعينات، فهو انتقاء فائق القدرة والحرص مثلما هو أيضاً قرار تعيين زملائهن الـ 120 عضواً من الرجال. رغم أن هناك حملة امتعاض واسعة يمكن استقراء ملمحها من خلال "تويتر" ترفض فكرة التعيين والدعوة لمجلس منتخب وهي حسب تقديري فكرة حماسية تدعو للحد من سلطة الدولة ومحاولة لبسط الديمقراطية وتوسيع المشاركة بين العموم وتعميق الدور السلطوي لمجلس الشورى في صلاحيات اتخاذ القرارات والرقابة على الأداء بعد مراحل انتظار طويلة لمثل هذا التوجه. وحيث أتفق مع هذا الطرح من حيث الفكرة وأتحفظ كغيري الكثيرين من أبناء الوطن على أسلوب الممارسة الانتخابية على الأقل في هذه الفترة والذي لن يأتي سوى بأصحاب النفوذ والمصالح وربما تدخل معه البلاد في مراحل من التخبط العملي. وهو ما نحن في غنى عنه بالثقة فقط في اختيارات القيادة وفقاً لتركيبتنا القبلية والمعقدة في بعض حالاتها خلاف المجتمعات الأخرى التي ينشد دعاة الانتخاب إلى مجاراتها، بينما نختلف عنها من حيث السمات. عموماً مبروك للمرأة السعودية وعقبال المزيد.