الرواية والمسرح

عبر العرس السنوي في الحيّ الثقافي "كتارا" واحتفاء بالرواية العربية. يتم اختيار رواية قد حصدت السبق في تقديمها فوق خشبة المسرح. وهذه سنة سنوية. في العام الماضي قدم رواية "واسيني الاعرج" وهذا العام قدم رواية "حبل قديم وعقدة مشدودة" لروائي مصري. تصدى لاعدادها الكاتب طالب الدوس واخرجها حنان صادق. والسؤال.. هل ذاكرة الرواية يوازي ذاكرة المسرح. ذلك ان المسرح اختزال عبر الحوار والشخصيات وحتى المشاهد. كل ذلك بلا شك يحدّ كثيراً من عوالم الرواية. للرواية ثراء عبر تعدد الاماكن والمشاهد والحوار والشخوص والاجواء.. نعم هناك اسئلة تثار عبر الطرح وفي المسرح على المعد ان يختصر كل ذلك. حتى يتحول الأمر في النهاية الى طرح مبتور. ومع ذلك فإن التجربة في بداياتها في قطر. ومن الصعوبة اصدار حكم نقدي في نجاح أو فشل التجربة. نعم للرواية عوالمها في اطار المشاهد ولا يمكن استحضار كل المشاهد فوق خشبة المسرح. ذاكرة المسرح يختلف بكل المقاييس عن اللقطات السينمائية في اطار الوقت والاحداث وغيرها من العناصر. قد يقول قائل ولكن الروس قد قدموا مسرحية "هاملت" والملك "لير" وحتى ما كبث. وبعض الاعمال قدمت في اطار المسلسلات الدرامية. في مصر مثلاً قدمت رواية نجيب محفوظ "زقاق المدق" فوق خشبة المسرح والسؤال هل كان النجاح حليف العرض المسرحي المستمد من الرواية ؟ ومع ان الرواية قدمت سينمائياً ومسرحياً فإن النجاح كان مع العرض السينمائي. مع ان النص واحد ونسيج واحد والمكان "زقاق المدق" واللغة متقاربة والطرح متشابه. ذلك ان الكاتب في الرواية يملك عالماً باتساع الكون واكثر حرية والعودة إلى الماضي عبر الفلاش باك والانطلاق الى المستقبل وإلى وقائع وغرائب قد لا يقبله المتلقي في اطار المسرح. في الادب وبخاصة الرواية ينتقل القارئ والمشاهد عبر الكاميرا إلى عوالم أخرى مثل "مدام بو فاري – موسم الهجرة الى الشمال، واعمال محمد شكري، والبرتو مورافيا، واحسان عبدالقدوس ونجيب محفوظ وعشرات الاسماء. في الرواية قد يتقبل القارئ كل أمر يصدر على لسان النماذج وقد يمر عليه مرور الكرام. مما يصلح في الرواية قد يشكل نقطة ضعف في المسرح عند تغير نمط القماشة.. ولكنها في احتفالية "كتارا" فهي تجرب بكل المقاييس. واقول للكل شكراً لانكم خضتم غمار التجربة. بدءاً بالمعد طالب الدوس والمخرجة حنان صادق وفريق العمل: علي الخلف وابراهيم عبدالرحيم وهدى المالكي وحنان صادق ونشوى احمد وسماح السيد وفلة ومنذر ومشعل.. واخيراً اما كان الاجدر أن يتم طباعة ورقة بأسماء المشاركين !! مجرد اقتراح ؟ [email protected]