21 سبتمبر 2025

تسجيل

إدارة الصراع ضد الاستعمار

12 نوفمبر 2023

من الواضح مدى تمرس الاستعمار في محاولات تكييف الاطراف الاخرى بالعنف المطلق تارة وتارة أخرى بالتقنيات والحروب السيبرانية والأدوات الاقتصادية والمالية والنقدية، وضرب الثقة وإضعاف العملة، لكن ما يلفت النظر اخيرا انه وعند ذروة عجزه ينقل المعركة من فضاء الميدان الى الفضاء النفسي، فنقل الصراع من ارض المعركة والفشل الذي يعانيه الى الفضاء النفسي حيث يصبح الحديث عن ما بعد المواجهة وكيف يتم إدارة قطاع غزة، وكأنه افترض هزيمة المقاومة وانتصاره ويكون بذلك قد كسب الحرب النفسية بأقل تكلفة ويطوع الفريق الآخر، لذلك فإن تصورنا للمستقبل هو ما يجب مناقشة ما بعد زوال الكيان، التأسيس لنظام عالمي متعدد القطبية من الأمة العربية والإسلامية وبريكس وآسيان، إنشاء محاكم دولية لمحاكمة مجرمي الحرب من بايدن وبلينكن والجنرالات ونتنياهو ووزرائه وكل من شارك في جرائم الحرب. إقرار حل الدولتين وعودة اللاجئين والمهجرين الى مدنهم وقراهم وممتلكاتهم، إنشاء صندوق تعويضات يدفعه الكيان وزمرة الاستعمار، إنشاء صندوق إعمار لإعادة إعمار فلسطين، تفكيك النظام العنصري نظام الأبارتايد. فعندما صرح عميخاي الياهو وزير التراث والثقافة باستخدام النووي، فما هو واضح ان الكيان بلغ ذروة اليأس وانه استخدم كل ما لديه وان الشيء الوحيد المتبقي هو النووي، هذا التهديد يجب قراءته كما ينبغي اشارة لبلوغ اليأس القاتل، لكن المقاومة هي من يملك النووي وقد اشارت المقاومة لذلك قبل اسابيع بتوجيه ضربة قريبة من المفاعل النووي ديمونا، المقاومة تملك الانفاق للحماية اما مدن الكيان وسكانه فلا حماية لهم، اذا تجرأ الكيان لاستخدام سلاح الابادة فإن بإمكان المقاومة ان تشهر النووي وتكون المعادلة الابادة المتبادلة وغزة هي الاقدر على البقاء، ان انتصارات المقاومة في ميدان المواجهة دفع الكيان وسكانه لهاوية اليأس، ولذلك بدأنا نسمع الاحاديث عن من سيدير غزة وكأن انتصار المقاومة غير ممكن وان من يتحكم في مصير غزة هم الغزاة، هذه النقلة مهمة لتفادي الانغماس في تبعات الفشل وازدياد الكآبة والحزن مما قد يؤدي لتدهور الجبهة الداخلية لدى العدو فمن الحديث عن الخسارة الى الحديث عن النصر المؤكد، مساهمة القنوات العربية والمتحدثين عن مشاريع امريكا ما بعد المواجهة هي نقلة نفسية لسكان الكيان واي حديث عن حتمية النصر لامريكا والكيان هو مساهمة في رفع المعنويات عن جهود وافراد الكيان، يجب ان نصر عن الحديث عن الحاضر لان انتصارات المقاومة هي ما يجب الحديث عن وليس النصر للمعتدي والغازي، لذلك يجب الوعي والادراك ان هناك من يدير الصراع بشكل واع من قبلهم فإن واجهوا صعوبات في الواقع في مواجهة الخصم ينقل الحديث والجمهور لعالم افتراضي ينتصر فيه فيرفع معنويات جمهوره ويحبط من روح الخصم بمجرد ان ينقل الحديث من الحاضر الى مستقبل مفترض يحكمه هو، فهو لا يهزم والخصم لا يمكن ان ينتصر، الم يهزم في فيتنام وكمبوديا وكوريا والعراق وافغانستان، كيف اليوم يريد ان يقنع الجميع انه لا يهزم الم يهزم في ٢٠٠٦ في جنوب لبنان وفي ١٩٨٢ في بيروت ليذكر اين انتصر.