31 أكتوبر 2025
تسجيلنحب شعب الإمارات ونكره كل من يشيع الكراهية فيما بيننا.. المغردون يردون على الأغنية المحرضة بقولهم: " تميم المجد عز العرب وصاحب الأخلاق الرفيعة " الزج بالسياسة في رسالة الفن نوع من التهريج بهدف تضليل الشعوب وهو إفلاس سياسي لمن يروّج له صدق من يقول: "إن السياسة قذرة" لأنها تتعامل مع الشعوب عبر التأثير على الرأي العام بشتى أشكال الخسة والدناءة لتضليل المجتمعات ونشر الكراهية فيما بينها.. لأن الحكومات دائما ما تسير وسائل الترفيه والإعلام مع مصالحها الشخصية على حساب القيم والمبادئ المروجة للمزيد من الفتن واختلاق الأزمات وقت الحروب الإعلامية بين الدول.. وابوظبي أول هذه النماذج ؟!! . وعندما خرجت علينا قبل عدة أسابيع أغنية " علم قطر " من قبل المخرب السعودي الساقط أخلاقيا المدعو "نابح صقر" مع شلة الأنس من المنافقين والمرتزقة وأصحاب التسول في السعودية .. نجد اليوم تخرج علينا أغنية ثانية من نفس الطينة في الإمارات بعنوان " قولوا لقطر " واشتملت على شعر مبتذل وكلمات بذيئة تدل دلالة واضحة على مدى الأخلاق التي تربى عليها أمثال هؤلاء الذين ابتعدوا عن رسالة الفن الأصيل من شعراء ومخربين ، ومروجين للحكومة والسلطة بكل استسلام حتى ولو كان ذلك في سبيل تغيير مسار رسالة هذا الفن الراقي الذي حولوه إلى رسالة تنشد التسول والإفلاس في الفكر والثقافة السطحية وجعلوا من المال الغاية التي يبحثون عنها بهدف : "جمع القروش وملء الكروش" .. ضاربين عرض الحائط بكل القيم والمبادئ التي كانوا ينشدونها في السابق ونسفوا تاريخهم الفني الطويل تحت هدف جمع المال أولا وأخيرا ؟!! . الفنانة الإماراتية أحلام تنتقد : حسنا فعلت الفنانة الإماراتية "أحلام" عندما انتقدت العمل ، ويقال بأنها رفضت الاشتراك في أداء الأغنية .. وهو موقف مشرف يحسب لها ولرسالة الفن الحقيقية التي تسعى لتحقيقها .. فقد انتقدت الأغنية في تغريدة ، عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي قائلة : “ ألا ليت الفن يعود راقيًا كما عهدناه ” . وهو ما ربطه الكثير وبعض النشطاء بإقصائها من لجنة تحكيم برنامج “ ذا فويس The Voice " الذي يبث في محطة أم بي سي السعودية . الأدهى والأمر في المسألة : أن رسالة الفن الحقيقية أصبحت في طي النسيان .. فالسياسة هي التي فرضت نفسها عليها .. والاستسلام لها بمثابة الهدف الذي أصبح كل فنان يبحث عنه مقابل حفنة من الدراهم مع كل أسف ؟!! . ولعل الأيام تدور وتتغير المواقف والأوضاع السياسية في الخليج .. وترجع الأمور لطبيعتها وإلى سابق عهدها .. ولكن سيبقى هذا العمل المشين نقطة سوداء ووصمة عار في جبين هؤلاء المرتزقة من المخربين .. لأنهم سيذهبون إلى مزبلة التاريخ بلا عودة ولن ترحمهم شعوبهم بعد هذا العمل العدائي لنشر الكراهية ؟!! . وحتى لا ننسى : فإن المخرب أو المطرب الإماراتي " حسين الجسمي " كان أول هؤلاء الذين غنوا في حب قطر .. ومنها أغنيته الشهيرة " داري قطر من قدها .. الشمس تعشق خدها " التي لاقت شهرة واسعة في قطر والإمارات والبلدان العربية .. إلا أن التاريخ لن يرحم هذا المخرب لأنه خان الأمانة وخان الأخلاق التي كان ينشدها في السابق من خلال حبه وهيامه في قطر ؟!! . وهو هنا يشرب من نفس الكأس التي شرب منها المخرب السعودي المتسول " محمد العبدة " و " نابح صقر " و " راشد غير الماجد .. وكل من كان على شاكلتهم .. حيث سقط هؤلاء من عيون شعب الخليج الذي كان متحدا في الأزمة وعلى قلب واحد ضد حصار قطر ، حيث لم يتعاطف أبدا مع الرأي المطبل للسلطة التي ساهمت في نشر الفتن والتشرذم بين أهل الخليج الواحد ؟!! . ترفع الفنان القطري : وأظهر الفنان القطري ترفعه عن مثل هذه الأغاني الهابطة والمنحطة في زمن الضياع لرسالة الفن الحقيقية التي لم يتمسك بها كل من يدعي حمل رسالة هذا الفن الراقي .. حيث لم يتحمس أي فنان قطري إلى الرد على هذه الأغاني المنحطة بأغنيات مشابهة لإيمانه التام بالقيم التي يتمسك بها وينشدها في رسالته الأمينة للفن إلى العالم أجمع .. بل وجدنا الفنان القطري القدير علي عبدالستار – على سبيل المثال – أدى قبل أيام أغنية حب وولاء لإحدى دول الخليج أهداها إلى شعب سلطنة عمان الأصيل .. وهو ما ينم عن عشقه لمهنته ورسالته الفنية لخدمة كل أهل الخليج دون استثناء وسعيا منه لإنشاد الاتحاد في مثل هذه الأزمات المفتعلة التي لا تخدم أي طرف من دول الخليج ؟!! . انتهى زمن الوحدة : ولعلنا نتذكر في مثل هذا الموقف عندما طالب الشهيد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود ملك السعودية الراحل قبل عقود .. بالعمل على تحرير فلسطين من اليهود .. وحينها هبت الجماهير العربية والمسلمة لنصرته بالدم والسلاح وحتى بالكلمة والأغنية الحماسية .. بينما نجد اليوم حكام دول الحصار يهرولون ويتهافتون على التطبيع مع إسرائيل بشكل هستيري غير مسبوق في تاريخ علاقاتنا مع الدولة المغتصبة ؟!! . كلمة أخيرة : أصبحت السياسة هي التي تقود الأغنية في مجتمعات دول الحصار .. ولا نستعبد غدا أن تظهر علينا أغاني جديدة أخرى من " مملكة المتاي " أو من " جمهورية شعبويلا " .. ولكن تبقى الشعوب هي التائهة في الأزمة المفتعلة ضد قطر .. والتي نتمنى ألا تصبح هي الضحية لأنه لا دخل لها في مثل هذه الأزمات التي تفرق أكثر مما تقرب .. ولا نقول في الختام إلا : إنا لله وإنا إليه راجعون ؟!! .