26 أكتوبر 2025
تسجيلدولة الاحتلال تسير نحو الزوال .. والشواهد أكثر من أن تكون نصوصا دينية أو جزءا من حرب نفسية وإعلامية نمارسها ؛ وقد صدر إبان عدوان 2015 على غزة عن هنري كيسنجر 95 سنة ووزير خارجية أمريكا سابقا ) وصهيوني متطرف ) في ندوة لقادة أجهزة مخابرات 16 دولة غربية أنه غير متأكد منبقاء ( إسرائيل ) بعد 8 سنوات ، ونشرت ذلك جريدة ( نيويورك بوست ) في مقالة . » كيفن باريت » كتبها في حينه الصحفي ذات التوقع أفصح عنه عشرة من قادة وخبراء الكيان الصهيوني عسكريين وسياسيين ومؤرخين وقدموه في أوراق عمل لمؤتمر هيرتزليا 2010 وقالوا إنهم ليسوا واثقين من أن الكيان سيكون موجودا بعد العام 2020 القادم .. فإذا وضعنا ذلك في ضوء انتكاسات العدو على مستوى الهزائم والانسحابات من سيناء ولبنان وغزة وعجزه عن حسم معركته مع غزة ثم تلبكه اليوم في السيطرة على الخوف الذي يجتاح الكيان من حرب السكاكين والدهس والرغبة في الهجرات المعاكسة التي باتت حديث القادة والصحافة الصهيونية ؛ فإننا حينئذ نتحدث عن حقائق واقعية لا عن تحليلات أمنياتية .في أمريكا أيضا وفي بريطانيا وألمانيا واليونان وفرنسا وإسبانيا تلك الدول الداعم الأساس للكيان منذ البداية قد بدأنا نلحظ تحولات في علاقات هذه الدول مع الكيان ونظرتها إليه ؛ وأرى أن لذلك أسبابا موضوعية تتعلق بثلاثة تحولات أساسية :الأول : انقلاب العلاقة الوظيفية للكيان بالنسبة للغرب ؛ فبعد أن كان يقوم بدور كلب الحراسة قد صار كيانا ثقيلا محتاجا للحماية .الثاني : استثقال المواطن الغربي للتدخلات الإسرائيلية الكثيرة في صياغة النظم الغربية وسيطرتها على معادلات انتخاباتها وأمنها .الثالث : وصول مظلومية الشعب الفلسطيني للوجدان الغربي بعد عولمة الإعلام وجهود مؤسسات بعينها كالجزيرة التي سلطت الضوء عليها .فإذا انتقلنا من الحديث عن التغيرات المؤهلة لزوال الكيان واستبعدنا سيناريو الضربة القاضية التي تقل احتمالاتها وجدوى التفكير فيها فإن السيناريوهات المتوقعة هي أربعة :أولاها : أن تتطور منظومة المقاومة في غزة عسكريا وتسليحا في السنوات القادمة بحجم الفرق بين ما كانت عليه في 2008 وما هي عليه اليوم ..ثانيها : أن تنتصر الثورات العربية وتقوم نظم ثورية تحول مصالح الغرب موضوعا للمساومة مقابل التخلي عن ( إسرائيل ) أو دحرها مرة بعد أخرى وصولا لمعركة أخيرة حاسمة ..ثالثها : أن تجتاح الملايين حدود الكيان وتنساح فيه من جهاته الثلاث ليعوم على هذه الملايين ، كما حدث على حدود مصر – غزة ذات مرة . » ذلك يوم لا أحب أن أتخيله » .. وقد سئل باراك عن هذا المشهد فقال رابعها : أن تجتمع هذه السيناريوهات الأربعة لتشكل صورة واحدةوتحولا كليا في المشهد .. ويجدر الالتفات هنا إلى أن قوة المقاومة هي خلاصة قوة الشعب الفلسطيني ويجب أن تصير مصب دعم إخوانه وأنصاره من الشعوب والقوى الفاعلة .. هذه القوة ليست قوة واحدة ولكنها خمس قوى ستكون سببا في تحقيق النصر الكبير .. وهي الحق وقوة السلاح والترابط وضعف جبهة العدو وخشية العدو على الانظمة المتعاونة معه.آخر القول : رحمه الله قبل » أحمد ياسين » عندما قال الشيخ الشهيد » عشرين سنة إن الكيان زائل لا محالة ؛ ظن البعض أن ذلك وما ذلك إلا لهزيمة وقرت في نفوس » أمنيات مشايخ حالمين هذا البعض ؛ إلا أن أسباب انهيار الكيان قد صارت اليوم حقيقة بتنا نرى مقدماتها .