11 نوفمبر 2025

تسجيل

رسائل من هيوستن (6)..لماذا هم سعداء .. ونحن تعساء؟!

12 نوفمبر 2014

أشاهد الآن من نافذة شقتي الواقعة بالدور الرابع عشر في بناية بهيوستن الأمريكية منظراً خلاباً من جمال الطبيعة حيث الحدائق الغناء والمساحات الخضراء الرائعة وأشاهد تلك الطرق السريعة وهي تعج بحركة سيارات تجري بانسياب ونظام مروري سليم.وعندما أنزل إلى باب العمارة أشاهد ممرات مخصصة للمشاة وراكبي الدراجات وحتى مسارات للكلاب.لكن ما لفت نظري واهتمامي أن أغلب من أشاهدهم من الأمريكان يبتسمون ونادراً ما شاهدت وجوهاً مكفهرة أو عابسة أو تعيسة.وأمام هذه الصورة أتذكر حالنا نحن الشعب العربي وتلك المصائب والبلاوي وتلك الحروب والصراعات وتلك المذابح والمجازر وتلك الدماء الطاهرة التي تسيل في أكثر من بلد عربي بعد أن كانت هذه الدماء تسيل في فلسطين المحتلة عندما يشن العدو الصهيوني حروباً على أهلنا في فلسطين وبقية الدول العربية الأخرى ويرتكب هذا العدو المجازر المرعبة بحق أطفالنا ونسائنا وشيوخنا.اليوم نشاهد الدماء العربية تسيل في أغلب الدول العربية سواء في سورية أو العراق أو ليبيا أو اليمن أو في مصر ولا أبالغ بالقول إن أغلب الدول العربية إن لم يكن كلها تعاني من ويلات وآلام وجروح ومآس مما يجعل شعوب هذه الدول تعيش في حالة تعيسة لا تعرف تلك السعادة التي تتمتع بها بقية شعوب العالم.لكن ما يعكر سعادة الأمريكان والغرب عموماً هم هؤلاء "اللصوص الذين يتعدون على الآخرين لسرقة أموالهم لهذا نجد أن أمن العمارات والمباني مهم جداً لمن يريد الحفاظ على حياته وراحته وسعادته ولكن ورغم أن "لصوص" المال هم من يفسد على بعض الأمريكان والغرب سعادتهم إلا أن هذه المشكلة تمكنت هذه الدول من الحد منها وأصبح تهديد هؤلاء أو إزعاجهم لسعادة شعوبهم محدوداً ونادراً ما نسمع عن ارتكاب جريمة في وقتنا الحالي لأن القوانين والإجراءات والوعي والبيئة الاجتماعية حدت من هذه الظاهرة والأهم هي تلك الأجواء "الديمقراطية" لهذه الشعوب مما يجعل سلوك وظاهرة "لصوص المال" تتراجع ولا تشكل خطراً على سعادة تلك المجتمعات.أما في وطننا العربي فنجد ظاهرة خطيرة وآفة مزمنة ومرضاً عضالاً أخطر بكثير من ظاهرة "لصوص المال" التي تعاني منها المجتمعات الأجنبية وهي "لصوص السلطة".إن مرض وظاهرة "لصوص السلطة" في أغلب الدول العربية هي سبب تعاسة وآلام وبلاوي ومصائب وجراح ودماء الشعب العربي وأن "غياب الديمقراطية" هو سبب غياب سعادة شعبنا وعلاج ظاهرة "لصوص المال" سهلة وممكنة بينما علاج ظاهرة "لصوص السلطة" فهي صعبة ومستحيلة لهذا هم سعداء .. ونحن تعساء!