13 سبتمبر 2025
تسجيلعندما توجه اصبعك لانتقاد الآخرين أو اتهامهم، أنظر إلى يدك وستلاحظ أن واحدة فقط موجهة إلى غيرك، بينما الأصابع الأربع الأخرى موجهة نحوك. هل المواطن أو المقيم، كثير الشكوى والنقد، يدرك هذه الحقيقة؟ إن وسائل الإعلام عندنا، بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي، تضج بالشكوى من عدم كفاءة الخدمات التي تقدمها العديد من المؤسسات والأجهزة، سواء الحكومية أو شبه الحكومية، وضعف إنتاجيتها، لدرجة جعلتنا نفقد الثقة كليا بأداء تلك الجهات. يتساءل البعض أين تذهب الموازنات الضخمة التي تنفقها الدولة في مشاريع الصحة والتعليم والبنية التحتية من شبكات صرف صحي ومرافق وطرق وأنفاق وجسور؟ ويوجهون الاتهامات إلى المسؤولين في "أشغال"، ووزارة البلدية والتخطيط العمراني، ومؤسسة حمد الطبية، والمجلس الأعلى للتعليم، أو غيرها بعدم الكفاءة. وتُشبعنا وسائل الإعلام يومياً، وفي مقدمتها الصحف المحلية وبرنامج وطني الحبيب صباح الخير، بسيل من الانتقادات الموضوعية أحيانا، وغير الموضوعية أحياناً أخرى حول أداء تلك المؤسسات وغيرها. لكن لا يجرؤ أي من المنتقدين على الاعتراف بأنه يتحمل جزءاً من المسؤولية. ومن الخطأ أن نلقي باللوم على تلك الجهات فقط ونعفي أنفسنا من المسؤولية، فكل تقصير لموظف أو مسؤول في مؤسسة ما نتحمله جميعاً. لقد وضعت قطر رؤية متكاملة تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والعيش الكريم لشعبها هي "رؤية قطر الوطنية 2030" التي تقوم على أربع ركائز هي التنمية البشرية، والتنمية الاجتماعية، والتنمية الاقتصادية، والتنمية البيئية. وقبل تدشين هذه الرؤية في عام 2008، وما زالت، فإن الدولة ترصد مليارات الريالات لتنفيذ مشاريع مختلفة، خاصة في القطاع الصحي والتعليمي والبنية التحتية وغيرها من القطاعات. وتحقيق هذه الرؤية الطموح تستدعي أولا وأخيرا اخلاصا في العمل، من قبل المواطن والمقيم، بغض النظر عن موقعه، سواء كان موظفاً أو مسؤولاً، وقبلها رباً لأسرة يربي أبناءه على أسس وقيم المواطنة الصحيحة.