10 سبتمبر 2025
تسجيليتردد في مجتمعاتنا المثل القائل «اضرب المربوط يخاف المنفلت أو السايب» بمعنى إذا ضربت الحيوان، أعزكم الله، المربوط في الحبل فسوف يخاف الحيوان السايب الذي يجري دون ربط، وقد يطبق بالمعنى على كثير من الأمور في الحياة بمعنى ان يبدي الانسان سيطرته لما تحت يده ليخشاه من ليس تحت سيطرته. أما من وجهة نظر علم النفس ففي سنة 2015 قام مجموعة علماء أعصاب من معهد RlkEN Brain science في اليابان بعمل تجربة لمشاهدة مدى تأثير رؤية تهديد الاخر على الشخص نفسه، فأتوا بمجموعة قرود وعرضوا عليها مشاهدة قرود اخرى من نفس سلالتها يتم تعذيبها والصراخ عليها، ووضعوا على القرود المشاهدة مجسات حساسة معينة في دماغها لقياس تفاعل المخ مع المثير المسؤول عن الإدراك، ولاحظوا أن نفس المناطق المسؤولة عن الإدراك هي نفسها المسؤولة عن تخزين المعلومات واسترجاعها، بمعنى مشاهدة القرود التي تم تعذيبها تتخزن فوراً في ذاكرة القرود التي شاهدتها، والمخ تعامل معها كأنه هو الذي مر بها، فيخاف ويتوتر. فمثل اضرب المربوط يخاف السايب هذا مثل ظالم في ظاهره فلماذا السايب يخاف ؟ ولماذا لا يقاوم ويرفض الظلم ؟، عكس المربوط الذي لاحول له ولا قوة، ولكن الحقيقة المرة أن السايب بمجرد أن يرى التهديد والترهيب يتحول تلقائياً لمربوط، فالربط يكون نفسيا عقليا قبل ان يصبح جسديا ماديا. وحتى في حياتنا اليومية تطبق هذه النظرية في التعاملات الاجتماعية، يتم فيها ترهيب الفرد بطريقة غير مباشرة مثل تهديد (القريب) لكي يتأثر من حوله (البعيد)، فيحصل رابط فكري بأنه لو فعلت مثلما فعل فسأتحصل على نفس النتيجة أو نفس العقاب، وتستخدم هذه الطريقة من قبل الوالدين مع الأبناء، ومن قبل مدير الشركة مع الموظفين، وقائد الفريق مع الأعضاء وهكذا. وهذا النظرية أو المثل يتطابق مع مقولة إنه كلما تألمنا أكثر طالبنا بالأقل، فالاحتجاج يدل على أن الإنسان لم يجتز أي جحيم !!، تخيل لو كان المربوط يربط بسبب قوله للحقيقة ودفاعاً عن نفسه، تلقائيا السايب سوف يربط نفسه لكي لا يقول الحقيقة ولا يتعرض للضرب، اضرب المربوط يخاف السايب لكي يبقى السايب دائما مهانا ومستكينا، ويكون تحت أمر كل جبار يستقوي على الضعيف. خاطرة،،، تكلم بالحقيقة ولو كان صوتك يرتعش.