المرافق ورسوم دخولها

إننا كما أعلم أن ما هو موجود من مرافق تراثية وثقافية وسياحية في أماكن هنا وهناك لا يفرض على زوارها رسوم إلا في مواقع معينة منها لها خصوصيتها أو طبيعة وجودها في تلك المواقع كالمتاحف مثلاً، وهذا أمر مسلم به، إلا أن دخولها كموقع تراثي وأثري يعطي انطباعًا عن البلد الذي وجدت فيه هذه المتاحف والمواقع التي يمكن أن يزورها المواطن أو القادم للدولة يطمح في أن يتعرف على ما لدى البلاد من تراث ومواقع سياحية عامة يبدي إعجابه بها ويحاول أن يتردد عليها مرات ومرات يمكن أن تقدم له خدمات بها. إن ما رأيته عندنا من فرض رسوم في مواقع متعددة من وطننا الذي يجب أن نعبر بما لديه من تراث إلى أناس آخرين من خارجه نعمل على جذبهم لمشاهدتها وخاصة المتاحف التي تضم المخزون التراثي لمن سبقنا أو جدوه من خلال المسارات التي كانوا يتنقلون فيها كالبحار أو الساحل أو الصحراء أو غيره من مواقع الدولة أحضرت منها هذه الآثار، ونطمح أن يشاهدها غيرنا أو أجيالنا القادمة من أبناء وأحفاد، وهذا يتطلب أن نوفر في هذه الأماكن أسلوب الجذب وخاصةً لتوسيع قاعدة الدخول إليها دون إيجاد عقبات وخاصةً الرسوم، وأي رسوم، إنها عالية التكلفة مما سيكون له آثار صعبة على أفراد العائلة الكبيرة من التوجه لهذه المتاحف أو المواقع الأثرية التي نحنُ في أمسّ الحاجة لأن ننشرها بين المواطن أو القادم من هنا وهناك لمشاهدتها على أرض الواقع. لذا أرجو النظر في الرسوم التي تُفرَض على القاصدين لزيارة هذه المواقع حتى تكون مواقع جذب لا تنفيرهم من التوجه لها، وخاصةً أن المتاحف في الكثير من الدول مجانية الدخول ونحنُ يجب أن نكون منهم لأننا بحاجةٍ ماسة لزيارتها وإطلاعهم على تراثنا وثقافتنا وماضينا وما هي البيئة التي عاش فيها آباؤنا وأجدادنا وما هي المواد التي استخدموها في حياتهم اليومية. لذا أرجو ألا تكون الرسوم للدخول لها منفرة بل مشجعة لأن نزورها مرةً أو أكثر لنتعمق في مشاهدة تاريخنا وتراثنا الجميل الذي يجب أن نفتخر به وبمن عاصروه وأوجدوا.