11 سبتمبر 2025

تسجيل

إيجابيات الاستدامة

12 أكتوبر 2022

ظهر مصطلح الاستدامة منذ ثمانينيات القرن العشـرين، أول ما استخدم بمعنى الاستدامة البشرية على كوكب الأرض وهذا مهد إلى التعريف الأكثر شيوعا للاستدامة والتنمية المستدامة، حيث عرفته مفوضية الأمم المتحدة للبيئة والتنمية في عام 1987: بأنه التنمية التي تفي باحتياجات الوقت الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها الخاصة. وتركز الاستدامة على التوازن بين احتساب احتياجاتنا إلى استخدام التكنولوجيا بشكل اقتصادي، والحاجة إلى حماية البيئات التي نعيش فيها. ولا ترتبط الاستدامة بالبيئة فقط، بل إنها تتعلق بصحة المجتمعات، مع ضرورة اختبار التأثيرات بعيدة الأمد للأفعال التي تقوم بها البشرية من جميع النواحي البيئية والاجتماعية والتعليمية والصحية والاقتصادية.. وبما أن رؤية قطر الوطنية 2030 بركائزها الأربعة تمثل إستراتيجية شاملة لتحقيق تنمية مستدامة تهدف إلى تحويل قطر بحلول عام 2030 إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة مع الحفاظ على البيئة والاستمرار في وتأمين العيش الكريم لشعبها جيلا بعد جيل. فإننا نحتفل هذا الأسبوع بالنسخة الوطنية السابعة لأسبوع قطر للاستدامة والذي يوفر منصة لتشجيع جميع القطاعات والأفراد للمساهمة في تحقيق رؤية قطر وترسيخ ثقافة الاستدامة، لذا فإنه من واجبنا كأفراد اتباع أسلوب المعيشة المستدامة الذي يسعى لتقليص استخدام الفرد والمجتمع لمصادر الأرض الطبيعية والشخصية، وهو الأسلوب الأمثل لتقليص انبعاثات الفرد الكربونية. لكوننا نعيش في عالم حديث متحضر نستهلك فيه الكثير من الموارد الطبيعية والطاقة يوميا، باستخدام المعدات والأجهزة، التي تحتاج إلى الطاقة الكهربائية. كما أننا نقوم بنشاطات متنوعة تؤثر بشكل مباشر بمعدل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون باستخدامنا وسائل النقل المختلفة، ونشاطات غير مباشرة ناتجة عن دورة حياة المنتجات التي نستخدمها (من مرحلة استخراج المواد الأولية إلى مرحلة التصنيع وصولا إلى مرحلة النقل والتوزيع النهائية). فلا تقتصر مهمة تحقيق الاستدامة على العلماء والحكومات والشركات بل يمكن لأي شخص اتخاذ خطوات بسيطة لتوفير استخدام الطاقة وخفض التلوث وحماية المصادر الطبيعية للحد من تقليل بصمته الكربونية. بالالتفات إلى الطرق والعادات المؤدية إلى ذلك: كقيامنا بشراء المنتجات المحلية قدر الإمكان، لكون هذه المنتجات لا تحتاج للشحن لمسافات طويلة، ذلك يعني أنها تستهلك طاقة أقل لتوصيلها إلى موقعك التجاري المفضل. كما بمقدورك استخدام أكياس يمكن إعادة استعمالها عند شراء الحاجات المنزلية والاحتفاظ بها في موقع سهل المنال مثل صندوق السيارة لتعيد استعمالها مجدداً. وهناك وسيلة بسيطة لتوفير الطاقة والحفاظ على البيئة ولا تحتاج منك إلى جهد كبير، بإطفاء الضوء عند مغادرة الغرفة، وينطبق ذلك على بقية الأجهزة الإلكترونية. ويمكنك أيضاً استخدام مصابيح الهالوجين أو الفلوريسنت التي توفر الطاقة بنسبة تصل إلى 25 % ويمكن لها أن تدوم ثلاثة أضعاف عمر مصابيح الإنارة العادية. كما يمكنك أن تحافظ على الطاقة باستخدام الستائر أو الشمسيات خلال فصل الصيف لحجب نوافذك وخفض امتصاص الحرارة بنسبة 80 %. يمكن لذلك أن يكون له فوائد كبيرة في توفير الطاقة من خلال تقليل الاعتماد على التكييف. وكذلك الترشيد في استخدام المياه، عن طريق الحد من إهدار هذه النعمة التي تصل إلى منزلك دون أن تتكبد العناء في تصفيتها أو نقلها. في حين أن استخدام النباتات الداخلية كمصفاة للتخلص من الملوثات التي تبثها المعدات الإلكترونية تساهم في الوقت ذاته في تبريد الهواء في الغرفة أو المكتب. وكذلك التشجير للمسطحات الخارجية وتشييد المباني الخضراء ينقي الجو ويضفي صيغة جمالية. ولا نغفل أهمية محاولة استخدام وسائل النقل الجماعية في تقليل البصمة الكربونية وكذلك الحرص على إعادة تدوير المواد والتقليل من النفايات. والعديد من العادات التي تنمي الوعي المجتمعي بالميزة الأساسية التي تنطوي عليها الاستدامة، وهي تلك المتعلقة بكونها ميزة تنافسية للشركات التي تتبناها، والتي تتخذها إستراتيجية أساسية، فالناس لن يُقبلوا، ربما الآن أو بعد حين، إلا على الشركات التي تعمل على نجاة المجتمع، والحفاظ على الموارد الطبيعية وحماية البيئة. وتظهر أهمية الاستدامة، في شكلها الأكثر عمومية، في أنها السبيل الوحيد للنجاة، ولإطالة أمد ما لدينا من موارد ضئيلة ومحدودة، إنها، باختصار، إستراتيجية لنجاة كل شيء على الأرض. فلنحرص جميعاً على المشاركة والتفاعل مع هذا النهج للحفاظ وحماية أجيالنا القادمة.