15 سبتمبر 2025
تسجيلأستاذي العزيز.. أكتب إليك هذه الحروف رغماً عن خاطفيك وقاتليك بكل حب محبيك حول العالم.. وأقول لك إنهم لم يستطيعوا أن يقتلوك، بل جعلوك خالداً.. جعلوا منك أكثر محبة، وانتشارا.. أقول لك إن كل العالم يتحدث عنك.. فهل تسمعهم.. هل وصلت إليك أخبارك.. فلن يستطيعوا تقطيع روحك أو محبتك مثلما قطعوا جسدك. لن يستطيع القاتل أن يقتل تاريخك أو أن يقوم بوأد سمعتك أو محبتك.. وأقول لك أكثر.. لن يستطيعوا قتل روحك مثلما ذبحوا جسدك.. فأنت حي في قلوب الملايين حول العالم.. وقاتلك هو الميت. أقول لك هل ستتذكرنا؟ وأعدك بأننا لن ننساك.. لن ننسى حضورك.. ودعمك.. وحنكتك وحكمتك الإعلامية.. وأنا عن نفسي لن أنسى ما حييت.. فكيف أنسى قبول دعوتنا في أول ملتقى للمغردين.. عندما طرأت الفكرة في بالي وطرحناها عليك، فرحبت بالفكرة.. ولن أنسى عندما قلت إن المستقبل للإعلام الجديد.. وأن ميزته في أنه حر بلا سقف وأن كل إنسان أصبح وسيلة إعلام لوحده، ولن يستطيع أحد حجبه أو منعه. كيف لا.. وهم قطعوك لكي يحاولوا حجبك أو كسر قلمك.. فانتشرت أكثر، وأثرت أكثر، وحررت أكثر.. عملت طوال عمرك «محررا صحفيا» ومت «محرراً» للكلمة.. للتغريد.. للحرية.. من كل القيود. أستاذي أكتب إليك هذه الرسالة وبي أمل بأنك لا زلت حياً.. ربما من هول الصدمة لا يستطيع عقلي وقلبي الذي أحبك جدا تصديق ما حصل. أكتب لك.. فإن وصلتك كلماتي.. فاعلم أنها رسالة وفاء وحب.. أتذكر جيدا آخر مرة التقيتك فيها في شتاء اسطنبول البارد قبل أشهر، كيف نصحتني في مشروعي الجديد. وكيف أجلت موعد حواري معك.. ليكون أول حوار صحفي معك بعد خروجك / هروبك من المعتقل الكبير قبل السجن الصغير. أتذكرك بلكنتك «الحجازية» وبود أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة (يا واد) وأنك لا تريد أن تكون لهم حجة عليك، رغم حبك للدوحة ومنابرها الإعلامية، وأتذكر أنك قلت لي بأنك لا تريد زيارة الدوحة لذات السبب. ولن أذكر ماذا قلت عن وطنك ولا عن قاتلك.. ولا أدعي معرفة أسرار عنك.. فأنت كنت كتابا مفتوحا.. وسيبقى هذا الكتاب مفتوحا وقلما حرا لا يتوقف عن النبض. وأصدقك القول إنك لم تسلم ولم تسلم قطر من هذه التهمة الجميلة تهمة الحب والسلام.. وكلاكما تشتركان بنفس الصفة.. لا يمكن لأحد أن لا يحبكما.. ولا يمكن لأحد أن لا يسحر بكما. لا زلت أتذكر وصوتك يرن في أذني وجلستك الحميمية.. وقصصك من واقع خبرتك لعشرات السنين في بلاط صاحبة الجلالة، التي أحببتها لدرجة الموت بها.. نعم الموت بها... ولكن أقولها لك وأنا بكامل قواي القلبية.. أني حزين جدا.. ولا أعرف متى سأنفجر بالبكاء.. وربما يساعدني قلمي على التعبير والفضفضة.. أقول لك بأنك لم تمت.. بل إن صاحبة الجلالة أصابها قاتلوك في مقتل.. لم تمت بها.. بل هي ونحن متنا بك ومعك.. أقول، وأنا أطوي هذه العجالة، لا أرثيك، فالكلمة الحية ترثي ولا تُرثى، ولكني حزين جدا، وفِي العين حرقة دموع، وأقول لك بأنك لم تمت. twitter: jassimsalman