17 سبتمبر 2025

تسجيل

ينتفضون للدنيا ولا ينتفضون...

12 أكتوبر 2015

لصلاة الفجر في جماعة بالمسجد، يضع أحدهم المنبه على موعد ذهابه للعمل، أو موعد استيقاظ أولاده للمدرسة، أو وقت ذهابه للجامعة، أو وقت أدائه للرياضة، كل هذا أو غيره من المشاغل والمتع الدنيوية ننتفض لها انتفاضة عجيبة — ولا نعمم — أبداً ولا ننتفض للنداء " حي على الصلاة حي على الفلاح"، فقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم قال " من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإن من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم "، أي انه في ضمان الله سبحانه وتعالى، وحفظه ورعايته، ثم نترك هذا الضمان وهذا الحفظ وهذه الرعاية الإلهية، وقال صلى الله عليه وسلم " لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها " يعني الفجر والعصر. وقال ابن عمر رضي الله عنهما " كنا إذا فقدنا الإنسان في العشاء وفي الفجر، أسأنا به الظن" فماذا عسى ان نقول نحن في زماننا هذا؟ ونبينا صلى الله عليه وسلم قال " ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها "، فإذا كانت سنة الفجر هذا أجرها وفضلها فكيف بصلاة الفجر يا قوم؟! صلاة الفجر خير وبركة ورزق وتوفيق وحفظ وضمان وعافية وصحة ونعمة منه سبحانه وتعالى. فلا يقل أحدنا نومي ثقيل، أو النوم سلطان، أو أني سهران أو لا أحد يوقظني، أو أن بيتي بعيد عن المسجد، أو ان المسجد الذي بجوار البيت مغلق للصيانة...، كفانا تبريرات وتمييع الأعذار الواهية والواهنة والسير مع النفس الخداعة، التي لا يرضاها عاقل لنفسه، فكيف بك أيها المسلم. قال الله تعالى " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها " ألا تستحق هذه الاية الكريمة أن نتدبرها ونقف عندها ونتأملها تأمل العامل العاقل المسرع لربه ولطاعته، أفلا يستحق يا قوم يا كرام يا من تنتفضون للدنيا ذلك الإله الكريم العظيم الرازق صاحب الفضل والمنة والعظمة منك أن ننتفض له يوميا لصلاة الفجر الغالية لتشكره على نعمه التي تغمرك من حين استيقاظك إلى أن تأوي إلى فراشك.كم من الخيرات ضّيعت؟ وكم من الحسنات تركت؟ وكم من الكنوز تغاضينا عنها وتركنها؟ وكم من النور فقدناه ولا نمشي له؟ وكم من البركة استغنينا عنها؟ ثم نريد بعد ذلك أن ننتصر على أعداء الأمة ولا نستطيع أن ننتصر على أنفسنا واهوائنا وملذاتنا. ترى الأمر الخطير فلا نستهين به!" ومضة "متى تكون صلاة الفجر كصلاة الجمعة؟ كل منا يعاهد ربه أن يصلي الفجر مع جماعة المسجد في وقتها. فهل نحن سائرون مع هذا العهد والاستجابة للنداء اليومي " الصلاة خير من النوم "؟