02 نوفمبر 2025

تسجيل

قوانين السماء

12 أكتوبر 2014

لو تأملنا ما حدث مع جيش المسلمين يوم "حنين" وعددهم يومذاك قارب العشرة آلاف شخص، من ارتباك وفوضى في بداية المعركة ووقــوع خسائر سريعة في صفوف الجيش، بل والفرار من أرض المعركة لحين من الدهر قصير، وتأملنا في الوقت ذاته يوم بدر كمقارنة فقط، وعـدد المسلمين يومذاك ثلاثمائة وبضعة فرسان، لوجدنا واضحاً تأثير قوانين الأرض وقوانين السماء في المعـركتين .. ولنسترسل بعض الشيء في هذا المعنى أو المفهوم .. في معركة بدر الكبرى، لم يخرج الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه لمعاركة المشركين، فالقوى المادية غير متناسبة ولا متكافئة، والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، أحكم من أن يدفع بالقلة المؤمنة يومذاك إلى التهلكة، وهو ما يزال في بدايات بناء الدولة ونشر الدعوة. ما حدث أن المسلمين وجدوا أنفسهم وجهاً لوجه مع جيش متحمس خرج ليقتل ويسفك الدماء، وعدده ضعف عدد جيش المسلمين.. وبالحسابات المـادية والقوانين الأرضية، فإن كسب المعـركة شبه مضمون لجيش قريش، الذي اتخذ كافة أسباب تحقيق النصر، من تجهيز الجيش ودعمه بالفرسان ورفع الروح المعنوية للجنود وغيرها من أسباب تحقيق النصر.. وفي المقابل، جيش المسلمين لم يخـرج لمقاتلة جيش، بل لمحاصرة قافلة لا يحرسها أكثر من أربعين إلى خمسين رجلا هدف معين، أمره سهل على الأغلب وقد لا يحتاج إلى قتال، بل إن خروج ثلاثمائة ما كان سوى نوع من التخويف وترهيب حراس القافلة، رغبة في أن يتم تحقيق الهدف دون إسالة دماء. الواقع الميداني ووفـق قوانين الأرض، النصر شبه مستحيل لجيش المسلمين فيما العكس مع جيش قريش. وبالمقارنة مع نين وبحسب القوانين المادية أو الأرضية، كان العدد والعتاد في جيش المسلمين يخدم ويمكنه من أن يحقق النصر على جيش المشركين وإن كان عدده لا زال أكبر، ولكن انتصارات المسلمين المتتالية على قريش، رفعت من الـروح المعنوية لهم بل وزاد إعجابهم بأنفسهم أن وجدوا عددهم لأول مرة منذ سنوات، يصل إلى اثنى عشر ألف مقاتل، الأمر الذي سمح لكثير من المسلمين الاغترار بالقوة المادية المتمثلة في العدد والعتاد، حتى قال بعضهم لبعض:« لن نهزم اليوم من قلة«.. فحدث ما حدث .. وللحديث بقية باقية نكملها بالغد إن شاء الله ..