12 سبتمبر 2025

تسجيل

الثقافة للجميع

12 سبتمبر 2023

في ظل تعدد مفاهيم الثقافة، إلا أن الغالب المشترك الذي لا يتباين عليه كثيرون، ذلك التعريف الذي يذهب إلى كونها إرثا مشتركا من القيم والمعارف والأخلاق والقوانين والعادات التقاليد، ما يجعلها تشمل جميع جوانب الحياة المادية والمعنوية، الأمر الذي يجعلنا أمام فعل يشترك فيه الجميع، على خلفية هذه المشتركات الراسخة، والتي لا غنى عنها للمجتمعات.وانطلاقاً من هذا المفهوم، تسعى المجتمعات إلى بناء حضارتها، وفق مفهوم ثقافي، على نحو ما يذهب إليه للمفكّر الألماني «أوسفالد شبينغلر»، في كتابه «تدهور الحضارة الغربية» بأن «لكل ثقافة حضارة»، الأمر الذي يفسر بالتالي أن هناك تعاقبا بين الثقافة والحضارة، كون التاريخ الإنساني- كما يرى «شبينغلر» - يسير في دورات ثقافية وحضارية مقفلة، كل منها مستقلة عن الأخرى. ولسنا هنا بصدد الغوص في تباين التعريفات الخاصة بالثقافة، والدخول في جدل فلسفي بشأنها، بقدر ما كان الاستهلال السابق يؤصل لمفهوم لا يختلف عليه كثيرون بشأن الثقافة، لتبدو في مضامينها مجموعة من القواعد والأسس الراسخة، التي لا غنى عنها في تحقيق المنجز الثقافي، بكل أضلاعه المتنوعة، والتي تتراوح بين الشأن الثقافي، وبين المبدع، صاحب هذا المنجز الثقافي، وبين المتلقي، وهو هنا لا يقف عند حدود الأفراد، بقدر ما يتسع إلى جميع أفراد وشرائح وفئات المجتمع. ومن هذه المنطلقات، تفهم "الشرق"، الثقافة، إذ إنه من خلال هذه الركائز تسعى إلى أن تقدم لقرائها محتوى صحفيا ذا صبغة ثقافية متكاملة، وفق المفهوم الشامل للثقافة، دون حصره في لون إبداعي محدد، إذا جاز لنا تجزئة الثقافة، والتعامل مع الإبداع كأحد مكوناتها، دون اختزالها في لون معرفي بعينه. ولذلك، فإن "الشرق" وعبر حضورها الفاعل في المشهد الثقافي تسعى إلى أن تكون لبنة من لبنات تحقيق المنجز الثقافي، فتلامس بذلك الفعل الثقافي ذاته، والتعامل معه بمهنية، تقدر خلالها القيمة الثقافية، فتنحاز إليها، وذلك من خلال أطروحات رصينة، تتسم بالجدية والموضوعية، مستعينة في ذلك بالإرث الثقافي الزاخر، الذي يتمتع به المجتمع. وفي هذا الإطار، فإن"الشرق" وهى تطرح العديد من قضايا الشأن الثقافي، تدرك أنها تقوم بدورها الفاعل تجاه قرائها، لتقدم لهم عمقا ثقافيا، يتناغم مع دورها المجتمعي، عبر الترحيب بالجميع، دون أن تغفل السعي إلى تحقيق هدف آخر، وهو العمل على تنمية المواهب في شتى مناحي الإبداع، إدراكاً منها، بأنها وهى تنفتح على الجميع من نخب ثقافية، فإنها لا تنسى في الوقت نفسه أصحاب المواهب الإبداعية، وذلك ترسيخًا لمبدأ «الثقافةللجميع».