19 سبتمبر 2025

تسجيل

ثقافة التكـلف؟

12 سبتمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الحياة صعبة، الحياة زحمة، والوقت ضّيق، وما عادت الأربع والعشرون ساعة تكفي لإنجاز مهامنا نحن بني البشر، كل يوم نزيد من الطين بلة، ومن العلل علة، وكل يوم نضع فوق سلة رؤوسنا أحمالاً وأوزارا أخرى وأخرى، فأصبح الأب يقطن الشرق والابن في الغـرب، والأم في بلد وابنتها في أخرى، وأضحت لقمة العيش تقضي على الكاهل، وتحط من قدر العالم أمام الجاهل، وأصبحت كل مشاويرنا بناقل الحداثة الإلكتروني، واقتصرت صلة الرحم والتبريكات ومراسم العزاء برسالة واتساب، وهكذا تزداد الحياة بعدا وجفاء وشقاء أمامنا دون توقف.لا بأس أخي الكاتب، نحن تعودنا وتكيفنا على هكذا حياة، ألسنا من قبل بالتطور والتحضر والحياة الجديدة؟ ألسنا من اقتصر الأرقام والشفرات على الأفعال والخطوات؟ هذه هي النتيجة الطبيعية لحياة التمدن، وهذا ما خـرج من رحم حياة العولمة العصرية، أنسيت أننا جلوس نصف اليوم مناصفة بين الستالايت والكمبيوتر.. أوكي واحد زائد واحد يساوي اثنين، طبيعي أن نرى هكذا صعـوبة وزحمة في الحياة.سيدي القارئ: كل ما أسلفنا ذكره صحيح، وكل ما قلته لي أكثر صحة، لكن سأضرب على وتر حساس أوجع قلبي، وأخرج القيح من ذاكرة عقلي.ما هو أخي الكاتب؟ التكلـف أم التخلـف؟بل الأولى لعنها الله.. فما أصعب وأثقل الحياة التي أسلفنا ذكرها في جو التكلف، والعيش في تكلف أمام رئيس العمل، والزوج، والزوجة، والابن، والأخ، والصديق، والجار، والبائع، وغيرهم، فطول الوقت نمسح على رؤوسهم ونطلب ودهم ورضاهم، لكي نشحذ ابتسامة منهم، وكل هذا وأرواحنا متكلفة وغير راضية. ما أكره التكلف وما أثقله على كاهل القلب، بحق، إنه أوجع من التخلف، بل قمة التخلف، وما أبغضه على الروح الرقيقة كروح حواء.وبالمقابل.. ما أجمل وما أحلى الأريحية والبساطة في كل شؤون الحياة، خاصة عندما تجدها من شريك حياتك، شخص أمامك لا يثقل روحك ويقضي على كاهلك، الله، ما أجمله من إحساس جميل، وما أطيبها من متعة للروح، فهنيئاً مريئاً لك تلك الحياة والسعادة أيها الأريحي، وتعاسة شقية لك أيها المتكـلف. فيا أصحاب العـقـول: هل تواجهون أناسا من هؤلاء المتكـلفـين في حياتكم اليومية؟ أم أناسا أريحيّـين، يجعلونكم تـتـنفسون الصعداء بعـد تعب الحياة وزحمتها.