14 سبتمبر 2025

تسجيل

الآراء المختلفة حول العولمة

12 سبتمبر 2015

أصبحت العولمة ظاهرة واضحة المعالم خصوصاً مع نهاية الحرب الباردة وإن كانت تعود جذورها إلى قرون، ففي الفترة التالية للحرب العالمية الثانية قامت الولايات المتحدة وأتباعها من الدول الغربية المنتصرة في الحرب بوضع إطار جديد للسيطرة على اقتصاديات العالم، وكان من أهم أدواتها الأمم المتحدة، حلف الأطلسي، إنشاء صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، وكذلك إنشاء منظمة التجارة الدولية.وهناك من يرى أن العولمة ما هي إلا فترة محددة من التاريخ، بدأت مع بدء الانفراج في علاقة القطبين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، وتدعمت أكثر في نهاية الحرب الباردة وانهيار القطب السوفييتي.ويرى فريق أن العولمة هي طريق العالم إلى الفوضى، والذي يؤدي بمن يسير عليه إلى ازدياد البطالة، وانعدام الزمن، تدهور البيئة وتفشي الأوبئة والأمراض، وتفشي الفساد، وتفجر كثير من الصراعات العرقية والطائفية والعنف بشكل عام.ويقصد بالعولمة من الناحية الاقتصادية التوسع الكبير في التجارة الدولية والاستثمار والحركة السريعة لتدفق رؤوس الأموال وزيادة الديون، وهذه الظواهر كان من المفترض بها أن تقلل من الفساد وتعمل على زيادة التكامل الاقتصادي إلى أن ما حدث العكس.ومن الجوانب المهمة في اقتصاديات العولمة هيمنة بعض الشركات والمؤسسات الدولية على أنماط معينة من النشاطات الاقتصادية على مستوى العالم كله، وأغلبها مؤسسات وشركات غربية، ومن الأمثلة على ذلك هيمنة نحو 500 شركة عملاقة عابرة للقارات على 70% من حركة التجارة الدولية وهيمنة نحو 350 شركة على 40% من التجارة العالمية.أما عن العولمة السياسية فهي تدخل القوى الكبرى في سياسات الدول الأقل حجماً منها باستخدام أساليب متعددة وحجج واهية أو زائفة، منها على سبيل المثال المطالبة بالديمقراطية والحريات وإعطاء مساحة للأحزاب وعدالة المحاكمات.وقد اعتمدت العولمة بأشكالها المختلفة الاقتصادية والسياسية في الانتشار على عدة عوامل، أهمها الصحافة الدولية ومؤسسات النشر "المسموعة والمرئية" والتقدم التكنولوجي ولا سيما تكنولوجيا المعلومات والتوسع الكبير في استخدام الكمبيوتر والأقمار الصناعية والاتصالات.وبالله التوفيق.