13 سبتمبر 2025
تسجيلودعنا قبل أيام السيد محمد بن أحمد الهيل مدير بلدية مدينة الخور سابقا، هذه الشخصية المحبوبة بين الناس وبشكل خاص في مدينة الخور وما جاورها، فقد عرف عنه أنه من الأشخاص الذين كرسوا حياتهم طوال عملهم لخدمة كل محتاج ومساعدة كل متضرر وتسهيل مهمة كل من يبحث عن حل لمشكلة وقع فيها تتصل بشؤون البلديات.فقد كان الهيل – رحمه الله – من الأشخاص القلائل الذين خدموا أهل قطر وقدموا لهم خدمات جليلة لا تعد ولا تحصى، ولعل تعزية الناس لأبنائه وإخوانه في مجلس العزاء كانت شاهدا على ذلك الحب الذي كان الجميع يكنه له حتى وفاته.لقد فقدنا خيرة الرجال، ومثل الهيل ستبقى ذاكرته عالقة في الأذهان ولن تطوى صفحته إلى الأبد، فمن خدم وطنه وأحسن إلى الناس دون مقابل ستبقى صورته وشخصيته محبوبة بين من أحبه ولمس منه الحب والوفاء.أبو أحمد ليس شخصية إدارية فقط، بل هو من الأشخاص الذين مارسوا – أيضا – الانخراط في العمل الخيري، حيث شغل منصب عضو مجلس الإدارة ورئيس اللجنة التنفيذية بمؤسسة الشيخ جاسم بن جبر الخيرية، وخلال عمله فيها عرف بنزاهته وحبه للخير، وزادت أسهم محبته بين أهل قطر؛ لأنه كان لهم عونا في العطف على المحتاجين والمستضعفين منهم.رحمك الله يا (أبو أحمد)، فقد كان اسمك يتردد على كل لسان بالكلمة الطيبة والإطراء الجميل والدعاء لك دائما بالخير، وعندما غادرت إلى الدار الآخرة، لم ينسَ أهلُ قطر في مدينة الخور أو غيرها من القرى والمدن أفضالك وأفعالك الكريمة التي اقترنت دائما بخصال الرجل الوفي والأمين في عمله حتى أواخر الأيام، والكل يشهد بذلك.ولا يمكن أن ننسى مشاركته في القوافل الإغاثية القطرية العديدة التي تم تسييرها لإغاثة اللاجئين السوريين التي كانت في مخيم الزعتري بالمملكة الأردنية الهاشمية، إلى جانب مشاركته في قافلة "أميال من الابتسامات" إلى قطاع غزة التي دخلت غزة أواخر عام 2012 م، وكذلك سفراته المتكررة إلى جزر القمر وغير ذلك من المبادرات التي شارك فيها الفقيد بجهوده التطوعية.وأمثال محمد بن أحمد الهيل ستظل ذكراه في قلوب الجميع سيرة عطرة لن ينساها الصغير قبل الكبير، وستبقى أعماله الخيرية والتطوعية ناصعة البياض لخدمة الجميع، فقد كان الفقيد بمثابة الصدر الحنون للجميع، والأخ الذي يقف مع كل محتاج وقت الشدة وعند الضيق، نعم هكذا كان الفقيد عليه رحمة الله، وهكذا يكون الرجال.لقد حان الوقت لتكريم الراحل من قبل الدولة، ومن قبل في مؤسسة جاسم بن جبر آل ثاني الخيرية نظير ما قدمه من أعمال قد لا تتكرر كثيرا، فقد كان فيها متفردا ومميزا، وهو ما انعكس على أفراد المجتمع كافة.للفقيد الرحمة، داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم آله وذويه الصبر والسلوان. وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.