15 سبتمبر 2025
تسجيلتعلمون معشر الشباب أن هذه الدنيا هي دار الأزمات والمشكلات، إذ ليس هناك أسرة ولا مدرسة ولا مؤسسة لا تعاني من بعض الصعوبات، منها ما هو موجود بسبب طبيعة العمل وطبيعة العيش والظروف التي تمر بها، ومنها ما هو بسبب ما لدى البشر من قصور وأخطاء ورعونات، وإننا جميعا نعلم أن في كل مكان عددا من الناس الطيبين الذين يحاولون إصلاح ما أفسده غيرهم، وحمل بعض الأعباء عن أهلهم ومجتمعهم وبلادهم، وهذه القلة القليلة هي ملح المجتمع وهي عطره ونوره، إنهم يعرفون مشكلات مجتمعهم وجماعتهم، ويعتقدون أنهم ليسوا جزءا منها، ولذلك فإنهم يسعون إلى حلها، وهذه بعض الأمثلة التي تشرح ذلك: * حي من الأحياء جل أهله مُعرضون عن صلاة الجماعة، وهذه المشكلة ليست بالبسيطة، فيقوم رواد المسجد بحضهم على الصلاة فيه، ويتابعونهم على ذلك إلى أن تتغير هذه الوضعية، فهؤلاء بعملهم المبارك هذا أصبحوا جزءا من حل المشكلة. * أسرة تعيش على الكفاف بسبب بطالة عدد من أفرادها عن العمل، فإذا قام أحدهم بالبحث عن عمل ووجده، فإنه يكون قد سار في طريق الحل وأصبح جزءا منه وهذا ينطبق على أخيه الذي يدرس لاخوته. * فصل دراسي مستواه ضعيف بسبب الفوضى التي فيه؛ وبسبب ضعف رغبة التلاميذ في التعلم، قام بعض تلاميذه بمساعدة المعلم على ضبطه فأصبحوا بذلك جزءاً من الحل لمشكلة ذلك الفصل. قال صاحبي: ما الذي يعنيه هذا بالنسبة لي وأبنائي وبناتي؟ قلت: إنه يعني الآتي: أ- شرف كبير لنا أن نكون جميعا مظنة للإصلاح، وأن يكون وجوده في أي بيئة بشير خير. ب- لا يكون المرء جزءا من الحل إلا إذا كان جزءا من المحيطين به، فليعمل كل واحد منا على ذلك. ج- لا تستسلموا لوسوسة الشيطان لكم بعدم الكفاءة وعدم القدرة على الإصلاح وظنوا بأنفسكم في هذا المجال خيرا، واستعينوا بالله. د- تأكدوا دائما أنكم جزء من الحل، ولستم جزءا من المشكلة. هـ- إذا لم تكونوا جزءا من الحل فأنتم في الغالب جزء من المشكلة. و- سارعوا إلى حل المشكلات قبل أن تتفاقم وتخرج عن السيطرة. والله تعالى من وراء القصد.