09 سبتمبر 2025
تسجيلكان الانهيار الكبير الذي شهدته البورصات العالمية يوم 5 أغسطس غير متوقع، حيث فاجأ الكثيرين. وكان رد الفعل الهائل مبالغًا فيه، لا سيما بالنظر إلى أن معظم المخاطر المستقبلية كان الخبراء والمتخصصون قد توقعوها بالفعل بشكل مسبق. ورغم ذلك، إلا أن الأسواق المالية والبورصات قد تأثرت بالتوقعات السلبية لمعدل البطالة في الولايات المتحدة، وتراجع صفقات التداول الممولة بالين، والشكوك المحيطة بالتخفيضات الوشيكة في أسعار الفائدة الفيدرالية، والانتخابات الأمريكية المقبلة في نوفمبر. والسؤال المهم هنا، هو ما إذا كانت التقلبات الحالية للبورصات ستستمر وتؤثر بشكل كبير على التوقعات الاقتصادية العالمية، خاصة بالنسبة لاقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تُعد صدمة الأسواق المالية بمثابة تذكير صارخ بالتحديات المستقبلية المحتملة، وتحذير لصانعي السياسات للاستعداد لمواجهة الرياح المعاكسة الوشيكة. وعلى الرغم من حالة عدم اليقين، فمن الواضح أن دول مجلس التعاون الخليجي تسير على طريق التنويع الاقتصادي. لذا يتعين على صانعي السياسات تسريع الجهود الرامية إلى الحد من الاعتماد على النفط والغاز، مع التركيز على الاستثمار في الصناعات فائقة التقنية وقطاعي السياحة والتصنيع. وبالنسبة لدولة قطر، فإن الاستفادة من أدوات السياسات النقدية أمر بالغ الأهمية، إذ يمكن أن يؤدي انخفاض سعر الفائدة إلى خفض تكاليف التمويل، كما أن الفائض المالي في قطر يوفر للحكومة القدرة على إصدار تدابير تحفيزية جديدة لمواجهة التباطؤ الاقتصادي. وفي هذا الإطار، يعتبر تسريع جهود التنويع والحفاظ على المرونة المالية والنقدية أمرين أساسيين لضمان استمرار جاذبية المنطقة للاستثمارات لفترة طويلة.